قال المؤرخ والمحلّل السياسي، عبد اللطيف الحناشي، إن" نداء تونس" يعيش مرحلة اضطراب ومخاض عسير من منذ مدة، معتبرا أنها حالة تبدو طبيعية وذلك نتيجة لطبيعة الحزب السياسية والفكرية، وأن كل المجهودات لتجاوز هذا الاضطراب لم تفلح.
وبين عبد اللطيف الحناشي، في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الاربعاء 16 ديسمبر 2015، أن هذه الحالة ستؤدي إلى ولادة حزب آخر أو ربما أكثر من حزب، حسب ما يلوّح به من تصريحات بعض قيادييه ومنهم نواب في البرلمان ومن خارجه وقد يكون أبرزهم محسن مرزوق، الذي قدّم استقالته من الأمانة العامة ومن الحزب ككل، رغم رفض قبولها من رئيس الحزب، موضحا أنه في اليومين القادمين ستتوضح الكثير من الأمور.
وحول دلالات استقالة محسن مرزوق قال الحناشي:" لا شك أن محسن مرزوق هو أحد مؤسسي مشروع نداء تونس بل قد يكون من أهم العناصر أو من النخبة الضيقة جدا التي فكرت في بعث مثل هذا الإطار الحزبي وساهم مع غيره، على قلتهم، في التأسيس لهذا الإطار، وكان من بين المبشرين له في الإعلام الداخلي والخارجي، وكان مديرا للحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي" مستدركا بالقول "انه ولكل هذه الاعتبارات فإن استقالته تعني الكثير، باعتبار أنه يمثل خطّا أو تيارا واسعا نسبيا داخل الحزب، ويملك أغلب قياداته تجربة حزبية وجمعياتية (دستوريين وتجمعيين ونقابيين ويساريين ) ومن فئات اجتماعية مختلفة ومن مستويات علمية متنوعة".
وأكد محدثنا أن هذه القيادات ستستقيل وتلتحق بمشروع محسن مرزوق كما قد تشكل مجموعات أخرى حزبا ثالثا، مشددا على أنه في كل الأحوال سيخسر الحزب، إن حصلت الاستقالات، كما ستتقلص قاعدته الانتخابية، الأمر الذي سيؤثر على نتائج الانتخابات البلدية القادمة حتما، كما سيتقلّص حجمه في البرلمان وسيؤدي ذلك إلى تغيير الخريطة الحزبية وقد يؤدي ايضا إلى تحوّل في مستوى التنسيق أو التحالفات وكذا الأمر على تشكيلة الحكومة.
وبين عبد اللطيف الحناشي، أنه من المؤكد إذا انقسم نداء تونس فسيؤدي ذلك إلى اختلال التوازن بين الحزبين الكبيرين، موضحا أن الاستقالات من داخل الأحزاب لا تبدو ظاهرة غريبة أو شاذة في الحياة السياسية حتى في الديمقراطيات العريقة، فما بالك في البلدان التي تعيش مرحلة الديمقراطية الناشئة.
واعتبر أن ما يبدو وما بدا غريبا في حالة الخلاف داخل "نداء تونس"أن نخبته نشرت خلافاتها ثم "غسيلها" على العموم، الأمر الذي ساعد على تأجيج تلك الخلافات من ناحية، وأعطاها أبعادا وأشكالا عنيفة أخرى وساعد كل ذلك على تشويه صورة الأحزاب عند العامة، الأمر الذي سيضاعف، حتما، من عزوف الناس والشباب خاصة عن النشاط الحزبي والسياسي بشكل عام، معتبرا أن ذلك يمثل أرضية خصبة لتوسع انتشار الأفكار المتطرفة.