بقلم عبد الحميد الجلاصي
إدارة اليومي والتحسب للمقبل…
1/ العالم كله في حالة حرب ..ولقد اظهر فيروس كورونا هشاشة المنزلة الانسانية .فكلنا محاصرون يطاردنا شبح لا ندري من اين ياتينا .
تذكرت ذلك المشهد في رواية Germinal لأميل زولا حينما سقطت جدران الداموس فحاصرت عمال المنجم الذين اصبحوا مثل "حشرة تختنق بين دفتي كتاب ".
بالطبع لسنا قادرين الان و نحن ،البشر ،نحاول انسحابا آمنا امام العدو ان نفهم كل ابعاد المعركة .فهذا يحتاج الى زمن ما ،يحتاج مسافة .حينها سنتأكد من حقيقة منزلتنا الانسانية في كامل قوتها وتضامنها وفِي كامل هشاشتها و انانيتها .سيظهر مغيث الملهوف بجانب أغنياء الحرب .ولن نستطيع ادراك كامل الاستتباعات .
وهذه الاستتباعات لن تكون صحية فقط و لا اقتصادية فقط ،ستعيد طرح سؤال علاقتنا بالوجود .سنتحدث عن عالم ما بعد الكورونا .
2/ في اثناء ذلك تدار الامور كما تدار اثناء الحرب ،حيث يتم استدعاء كل موارد القوة و الخير و التضامن في المجتمع و حيث تمركز السلطة .قد تتخذ خيارات سجالية هي اجتهاد من جملة اجتهادات يمكن الاعتراض عليها و مناقشتها في الاوضاع العادية ،اما في الاوضاع الاستثنائية فليس من الحكمة ارباك الراي العام او مجادلة قيادة الأركان ،كل في مجاله.
3/ وفِي الأثناء من الضروري ارساء آلية للتفكير فيما وراء الادارة اليومية وفِي المشاهد المُحتملة .الجميع يعرف ان اوضاعنا الاجتماعية و الاقتصادية و المالية ليست في احسن أحوالها.
كيف سنكون بعد انجلاء غبار الحرب ؟
هل سنكون امام فرص وما هي ؟
ام سنكون امام ازدياد الضغوط ؟وما هي نوعيتها ؟
وما هي وضعيتنا مقارنة بالاوضاع الشبيهة ؟
قد تكذب قادمات الوقائع هذا التمرين في التوقع ،ولكن لا خيار لنا سوى حسن إدارة الراهن و محاولة تحسس المستقبل .