عاملة فلاحية حوّلتها الآلة الدارسة إلى أشلاء.. وعائلتها تبحث منذ 12 سنة عن العدالة!

12 سنة مرّت على وفاة العاملة في القطاع الفلاحي "خديجة بنت يونس لطيفي"، التي التهمتها الآلة الدارسة لسنابل القمح وراح جسدها أشلاء، في أحد الحقول، دون أن يُنصفها القضاء ويتحصل أبناؤها على حق والدتهم.

تعود أطوار الواقعة الأليمة إلى يوم 25 جوان 2011، عندما كانت تعمل في أحد حقول منطقة الأمل العمايمية -سيدي عيش- من ولاية قفصة، وكان عملها يتطلب منها أن تكون بالقرب من آلة دارسة للسنابل التي كانت دون واقي، فجرّها المغزل الرابط بين الآلة والجرار من لباسها ("مَلْيتها")، لتتحوّل إلى أشلاء متناثرة، علما وأن الآلة لا تعمل من تلقاء نفسها بل عن طريق الجرار لانه مولّد الطاقة والمتحكم فيها، وفق شهادة ابنها عبد المالك لطيفي لحقائق أون لاين.

وشهد الحادثة يومها زوجها وعدد من أفراد عائلتها. كما بيّنت التقارير الطبية والأمنية وضعية الجثة التي تمّ جمعها داخل أكياس، ودفنت مباشرة لأن الجثة لم تكن في وضعية تسمح بغسلها وتكفينها، وفق تأكيد ابنها.

ورفع الابن قضيّة لأنه اعتبر أن أمه توفيت مقتولة جراء الاهمال لأن الآلة الدارسة المرتبطة بالجرار كانت دون واق يحميها، فأنصفه القضاء حينها حيث أصدر في طوره الابتدائي حكما بتمكين عائلة "خديجة" بمبلغ قدره 100 ألف دينار وكيّف الحادث على أنه "حادث مرور" لتستأنف النيابة العمومية اثر ذلك الحكم وتُخفّض المبلغ إلى 37 ألف دينار، وفي الطور التعقيبي يتم الحكم لصالح شركة تأمين الجرار وعدم سماع الدعوى.

وعبّر عبد المالك عن استغرابه من النزول بالحكم من 100 ألف دينار إلى الحكم لفائدة شركة التأمين، قائلا: "لا اريد أن أشكك في نزاهة القضاء ولكن ان تموت امي في حادث شغل من اجل "الخبزة المرة"، ويتم الحكم لصالح شركة التأمين التي كانت آلتها دون واق والسبب الأوّل والمباشر في قتل أمي فان ذلك يفتح باب الشكوك في مسار القضية". 

وأفاد بأن جميع الجلسات أقيمت بمحاكم ولاية قفصة ومحكمة التعقيب بتونس، وتم الاستماع إلى صاحب الجرار والآلة الحاصدة (المجرور)، مضيفا أنه بقي يخوض في هذه القضية بين المحاكم والمحامين دون أن تظهر الحقيقة وتتحقق العدالة.

وأمّا عن وضع العائلة الاجتماعي، قال عبد المالك لطيفي، إنه يعمل في القطاع الفلاحي دون تغطية اجتماعية أو أجر محترم كما أن لديه 3 إخوة يعانون من اعاقة (اعاقة عضوية واعاقتين بصريتين)، كما أن والده منذ يوم الحادث وهو يعاني من وضع نفسي سيء لأنه شاهد الحادث وكيف تحولت زوجته إلى أشلاء، مشددا على أنه لا يطلب شيئا سوى أن تثار القضية من جديد وأن تتحقق العدالة.

*صورة تقريبية للجرار والآلة المتسببة في الحادث

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.