عادل اللطيفي: الفراغ السياسي للنهضة وراء الترويج لمحاولة اغتيال رفيق عبد السلام…

علّق المؤرّخ والكاتب الصحفي عادل اللّطيفي على خبر محاولة اغتيال وزير الخارجية السابق رفيق عبد السلام بالقول انّ " الأمر يدخل ضمن استراتيجيا اتصالية تعكس نوعا من الفراغ السياسي الذي تمرّ به النهضة وخاصة مع غياب برنامج واضح تدخل به الانتخابات"، مضيفا " أكبر تعبير على هذا الفراغ هو غياب مرشح من النهضة في الرئاسية لأن اسم النهضة هو اليوم علامة تجارية خاسرة."
 
وأردف اللّطيفي في حوار خصّ به حقائق أون لاين اليوم الاربعاء 18 جوان 2014 "من جهة ثانية، يبدو أن موضوع الموت كمادة اتصالية تم الاعتماد عليها للتغطية على الفراغ السياسي"، ضاربا على ذلك مثل "صفحات نهضاوية كانت قد نشرت صورا لوفاة شقيقة راشد الغنوشي والتعاليق المصاحبة لها التي توحي بنوع من أنسنة رجل سياسة يتهمه جزء من المجتمع بالضلوع في الإرهاب." 
 
وفي سياق متّصل، أضاف عادل اللّطيفي "واليوم وفي نفس السياق، تعود مادة الموت مع رفيق عبد السلام بهدف التطبيع مع الحياة السياسية بعد الفشل الذريع في الحكم وانتشار الإرهاب"، مبرزا أنه "إذا كان رفيق عبد السلام مهددا بالاغتيال فهذا يعني أن كل تونسي مهدد بدوره، لأنني لا أرى في الواقع مغزى سياسيا واضحا".
 
غير أنّ المؤرّخ التونسي استنكر ما ذهب اليه بعض معارضي حركة النهضة من استحسان اغتيال رفيق عبد السلام وتمنّي الموت لبقية القياديين النهضويين عبر اصدارات وتعاليق فايسبوكية، قائلا "طبعا لا يجب أن نصل إلى هذا التشفي الأحمق..فهناك حدود إنسانية لا يجب تجاوزها."
 
وبسؤاله عمّا اذا كان تخلي النهضة عن اعتماد الشريعة مرجعا للدستور سببا كافيا لاستهدافها من طرف المتشددين، أجاب الكاتب الصحفي بالقول "التخلي عن الشريعة تم منذ سنتين، ولا أرى أن ذلك سيشكل قاعدة لاغتيال طرف من النهضة، إلا في حالة كان الهدف إرباك المشهد السياسي وعملية التحول"، متسائلا "ثم لماذا عبد السلام بالذات؟ اللّهم ان هناك مسائل أخرى ربما شخصية أو تهم ّ العلاقات مع أطراف إسلامية أخرى."
 
وعن امكانية أن تستهدف النهضة بسبب تخلّيها عن أصدقاء الأمس من السلفيين وتقاربها مؤخّرا مع النداء وأحزاب أخرى ديمقراطية، رأى محدّثنا أنّ ما حصل في "الحقيقة ليس تقاربا بل هو نوع من الإقرار بالأمر الواقع"، مبرزا كون "رهان النهضة بعد فشلها في تسيير البلاد ليس الحكم بل البقاء في موقع سياسي فاعل من ناحية ثم من ناحية ثانية ضمان عدم فتح ملفات حساسة ليس أقلها ملف شكري بلعيد والإرهاب."
وفي السياق ذاته، وصف عادل اللّطيفي التحولات على مستوى المواقف السياسية للنهضة بكونها "من باب التكيف الظرفي ولا نجد فيها أي مجهود لمراجعة فكرية عميقة تبعدها عن الإسلام السياسي وتدرجها ضمن المجال الوحيد للعمل السياسي وهو الدولة الوطنية الحديثة". 

كما فنّد عادل اللطيفي مقولة "تونسة" النهضة حيث قال "عملية التونسة تعني الانخراط في منظومة الدولة-الأمة والتي هي شكل من أشكال عقلنة تسيير الشأن العام كما يقول ماكس فيبر. أي تسيير الشأن العام بناء على مكوناته كأفراد مواطنين وليس كمؤمنين. الدولة الحديثة تخاطب الفرد المواطن في حين تخاطب دولة الجماعة المجموعة المؤمنة"، مضيفا" كتب راشد الغنوشي على موقع الجزيرة نت مقالا حول الإسلام السياسي يعرف فيه الجماعة الإسلامية تعريفا متناقضا مع العمل السياسي العقلاني."

وعرّف اللطيفي العقلانية بكونها " تعني ضمان النجاعة عن طريق مخاطبة الفرد المواطن وعن طريق تجريد الإدارة أي عدم شخصنتها أو إعطائها صبغة دينية ثم علوية قوانين الدولة على أية مرجعية أخرى. في النهاية كي تتتونس النهضة يجب أن تكون حداثية، أي عقلانية"، متسائلا بالخصوص "فأين نحن من هذا؟" 
 وختم محدّثنا في اطار تشخيص البون الشاسع الذي يفصل تعريفه الشخصي للعقلانية وتعريف رئيس حركة النهضة له  بالاستشهاد بمقطع من مقال لهذا الأخير عرّف فيه الحركة الإسلامية كالتالي" إن الحركة الإسلامية المصطلح المفضل لدى الإسلاميين بديلا عمّا يسمى الإسلام السياسي ونعني بها جملة المناشط التي تدعو إلى الإسلام باعتباره كلمة الله الأخيرة إلى الناس ومنهاجا شاملا للحياة وخطابا للعالمين، هذا الإسلام تؤكد كل الدراسات الإحصائية أنه اليوم أكثر الديانات والمناهج الحياتية الأيديولوجية سرعة انتشار وتمدد واستقطاب للعقول والإرادات، وأن معتنقيه هم الأكثر استعدادا للتضحية بكل غال ونفيس من أجله وغيرة عليه والتزاما به."
 
 
 
 

 
 
 
 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.