عائلة لينا بن مهني ورفيقاتها ورفاقها يواصلون معاركها من أجل الحياة

يسرى الشيخاوي- 

لينا بن مهني، "البنية التونسية" التي رحل جسدها عن  هذا العالم ولكن ظلت أفكارها تسكن كل معارك الحقوق والحريات وروحها ترفرف حول الحملات التي أطلقتها من حملة " وينو الدواء" إلى "جمع الكتب للسجون" وغيرها.. 

هي المناضلة الحالمة ببلد الحقوق والحريات، هي التي خاضت معارك كثيرة وقاومت الظلم والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان وقالت  "لا" في وجه من قالوا " نعم"، هي  أعظم من الحياة وأبقى من الموت. 

غصبا عن الموت، هي حيّة أبدا في عائلتها ورفيقاتها ورفاقها وكل من أحبوها وقاسموها فصولا من الحياة، هي حيّة في مؤسّسة لينا بن مهني، االمؤسسة التي ستواصل خوض معاركها من أجل الحياة. 

والإجابة  عن سؤال "من نحن؟" في الصفحة الرسمية للمؤسسة تأتي الإجابة " عائلة لينا بن مهنّي ورفيقاتها ورفاقها وبعض ممّن يرون فيها أيقونة ثورة شعبنا الّتي لا ولن ُتنسى نسعى إلى أن تكون للينا مؤسّسة تخلّد ذكراها وتواصل شيئا من مبادراتها وأعمالها".

وفي نفس الخانة تحدّد نشاط المؤسسة والذي يرتكز في فترة أولى على تجميع المؤلّفات والمقالات والبحوث والفيديوهات والأشرطة والصوّر الّتي أنجزتها لينا و/أو الّتي للينا حضور أو إسهام فيها.

ومنوط بعهدة المؤسسة بعث هياكل افتراضيّة و/ أو مادّيّة غايتها مواصلة أعمال لينا بمختلف أصنافها الفكريّة والاجتماعيّة والنّضاليّة والعمليّة وتطويرها، ومنها التشهير بالتعذيب والعنف البوليسي ومرافقة العائلات التي ترعى مصابين بأمراض مزمنة ودعم نضالات النساء والأقلّيات وبرمجة وإنجاز دراسات متنوّعة ذات صلة بالثّورة عموما وبمسيرة لينا ومتابعة مجريات القضيّة الّتي رفعتها لينا ضدّ من اعتدوا عليها في جربه من أعوان الشّرطة.
ومن الأنشطة الأخرى تركيز مقرّ تجمّع فيه الجوائز والتشريفات الّتي حصلت عليها لينا، ومكتبتها وبعض ممّا يحتفظ بشيء من أنفاسها والمحافظة على بعض من الأنشطة الّتي بادرت أو ساهمت لينا بإنشائها ورعتها أو ساندتها مثل جمع الكتب للسجون و "حملة وينو الدّواء" ومجموعة "مرض الذّئبة الحمراء، لنتحدّث عنه" ومساندة أسر شهداء الثورة وجرحاها.
وفي صفحة المؤسسة تعريف بحملات " جمع الكتب للسجون" و"وينو الدواء" ومجموعة " مرض الذئبة الحمراء لنتحدّث عنه"، محطّات قاومت فيها المرض لتدافع عن حق الآخرين في الصحة وفي الثقافة وفي الحياة.
أما حملة جمع الكتب، فانبثقت من فكرة أن الحرمان من الحرية لا يعني أبدا الحرمان من المعرفة والثقافة، ومن هنا بادرت لينا بإحداث مكتبات ودعم أخرى بمختلف سجون تونس.
وكانت تكدّس الكتب حتى تحملها بحب وابتسام إلى نزلاء الوحدات السجنية وتشرّع أمامهم أبواب الحرية عبر الكلمات، وكم من نزيل آنست وحدته وانتشلته من دوامة الحيرة من خلال الكتب التي زيّنت بها السجون.
وفيما يخص مجموعة " مرض الذئبة الحمراء.. لنتحدّث عنه"، فكانت وليدة تجربتها الشخصية مع هذا المرض ذي الأوجه المتعدّدة الذي تعلّمت معه لينا ان الحديث عنه إفادة لضحاياه فاجتمعوا في هذه المجموعة.
وفي فترة الحجر الصحي، كانت هذه المجموعة متنفسا للمصابين بهذا المرض وخاصة المصابات به، إذ وجدوا فيه فضا لإصلاق صرخات الوجع مع غياب الدواء الذي يتعاطونه عن الصيدليات.

"وينو الدواء" حملة أطلقتها، أيضا الراحلة لينا بن مهنّي، طفت إلى السطح حينما تعالت صرخات مواطنين مصابين بمرض الذئبة الحمراء مطالبين بحقهم في الحياة في الموجة الأولى من الجائحة إذ اختفى دواء "بلاكينيل" (plaquenil 200) من الصيدليات.

وإن رحلت لينا فإنها مازالت حيّة في مؤسسة لينا بن مهني وحضور والدها الصادق بن مهنّي  الذي لا  يدّخر جهدًا ليواصل معاركها، وبقية عائلتها، ورفيقاتها، ورفاقها وكل من شاركها  ساحات النضال وآمن بحقوق الإنسان وحرياته.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.