الحرب العالمية الثالثة وحكومة “الكفاءات”و”طلاق” علاء الشابي

 يسرى الشيخاوي- 

 مآل حكومة "الكفاءات" التي أعلن عنها رئيس الحكومة المكلّف الحبيب الجملي في الثاني من الشهر الجاري مازال غامضا مجهولا وسط تباين في مواقف الأحزاب الممثلة منها في مجلس نواب الشعب وغير الممثلة.

هي الحكومة التي تسلل بعض من النور إلى عيونها المغمضة وهي التي تضم أسماء مناشدة لبن علي ومنفذة لسياساته وأخرى تفوح منها رائحة الأحزاب لتدحض "أقاويل" الجملي عن استقلاليتها وعن كفاءة بعض أعضائها، أو ربّما يرى عراب الحكومة الكفاءة والاستقلالية بعين أخرى.

مشاورات تلو المشاورات، جلسات ونقاشات وانسحابات واتهامات للمنسحبين بتعطيل تشكيل الحكومة، ومرور من الخطّة " أ" إلى الخطّة "ب" وهو تكتيك جعل الأحزاب على دكّة الاحتياط في الظاهر ولكنّ ما خفي يثير أسئلة أكثيرة عن مصداقية قرار الجملي.

وتركيبة حكومة الحبيب الجملي إن استثنينا منها بعض الأسماء لن تكون سوى حكومة يصبغها التحزّب، الأمر الذي يدفع إلى التساؤل عن وقت الجملي فيما أفناه أولم يقل إنه أجّل البوح بأسماء الوزراء للتثبت من استقلاليتهم وكفاءتهم؟

وما إن قال الحبيب الجملي قوله، قول تسرب يوما قبل الإعلان عن الحكومة في ندوة صحفية خرج منها هاربا من أسئلة الصحفيين، حتّى غصت صفحات الفايسبوك بالتحليلات " السياسية" وأدلى الكل بدلوه في تركيبة الحكومة.

وباستثناء بعض التدوينات لناشطين سياسيين أدلوا بدلوهم في علاقة ببعض الأسماء الواردة في الحكومة والتي كانت استقلاليتها مرادفا لمناشدة بن علي وكفاءتها وجها من وجوه خدمة أجنداته، فإنّ أغلب التدوينات كانت ترشح استهزاء وتهكّما.

وفيما الكل يترقّب جلسة منح الثقة للحكومة ويرصد مواقف السياسيين بخصوصها يتأجج فتيل الصراعات بين القوى الدولية وسط صمت مبهم من الديبلوماسية والرئاسة، صمت تقطعه بين الفينة والاخرى بيانات تعكس حالة التخبّط والتذبذب في الموقف التونسي.

ومنذ زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى تونس للحديث عن الأزمة الليبية، لم تصدر عن رئاسة الجمهورية غير بيانات التوضيح عن أشياء قيلت وأخرى لم تقل في الوقت الذي كان من المفروض أن تكون فيه تونس جهة فاعلة في إيجاد حل سلمي في ليبيا.

لقاءات في مصر وفي الجزائر وفي برلين لتباحث الملف الليبي والرئاسة التونسية منشغلة بالرد على " معلومات مغلوطة"، أو ربّما هي تحتاج بعض الوقت للتثبت وإعلان موقفها على أمل ألّا يكون تثبتا مشابها لتثبت رئيس الحكومة المكلّف الحبيب الجملي.

في ليبيا يتخضب الثرى بدم المدنيين وتتشابه الأيام إذ لا تكاد تخلو من القصف والموت يسكن في كل الزوايا يتربص بالشعب الليبي وسط دفع بعض "المجانين" نحو حل عسكري لن يزيد الوصع إلا تعقيدا وتأزيما، وفي تونس تصريحات عن موقف تونس وبلاغات توضيح عنها.

وفي الوقت الذي تأجج فيه الصراع بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران إثر اغتيال قاسم سليماني، وعلى ايقاع ضرب ايران لقاعدة أمريكية في العراق بها عراقيون كان رواد الفايسبوك يتداولون خبرا عن طلاق علاء الشابي.

وبين "تقييم" حكومة الحبيب الجملي و"تحليل" الأزمة الليبية و التدخل التركي فيها والصراع الأمريكي الإيراني و"تحديد" محاور الحرب العالمية الثالثة و"التقصي" في أسباب طلاق علاء الشابي، انقسمت اهتمامات بعض النشطاء على الفايسبوك.

تصريحات للمكلّفة بالإعلام في رئاسة الجمهورية عن تركيا والأزمة الليبية تشغل وسائل الإعلام التونسية، تليها متابعات للوضع في الأراضي الليبية فتصريحات إيرانية وردود أمريكية فتصريحات لعلاء الشابي ينفي فيها طلاقه ويتوعّد باثي الإشاعة، ويتناقل "فايسبوكيون" التصريحات.

وفي غمرة التدوينات، يتذكّر أحدهم حكومة الكفاءات الوطنية التي لم تر النور فيما تتخذ الأوضاع الاقليمية والدولية منعرجا خطيرا، هي ثلاثة "طلاق" علاء الشابي وحكومة "الكفاءات" والحرب العالمية الثالثة تحرّك "الفايسبوك" في اليومين الأخيرين في حضرة شعب بارع في تحويل بوصلته كل حين.

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.