26
حُكم بالسجن مدى الحياة، أمس الثلاثاء، على والدَي الطفلة الإنكليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس/ أوت 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.
وأثارت هذه المحاكمة صدمة في المملكة المتحدة سواء بسبب العنف الذي تعرضت له الطفلة البالغة 10 سنوات أو الفرص الضائعة التي كانت ستنقذها.
وقال القاضي في محكمة أولد بيلي في لندن: “ليس من المبالغة وصف ما تعرضت له الطفلة بالتعذيب”، ولأكثر من ساعة، شرح حيثيات قراره، موضحًا بالتفاصيل الأفعال “البشعة” التي واجهتها الطفلة.
ولا يمكن إطلاق سراح والدها عرفان شريف (43 عامًا) إلا بعد قضائه 40 عامًا في السجن، أما زوجته بيناش بتول (30 عامًا) فستبقى مسجونة لـ33 عامًا على الأقل.
وأدين عمّ الطفلة فيصل مالك (29 عامًا) الذي عاش مع الزوجين في ووكينغ (جنوب غرب لندن) لثمانية أشهر، بتهمة “التسبّب في قتلها أو جعلها ممكنة”. وحكم عليه بالسجن 16 عامًا.
قسوة لا يمكن تصورها
وبُث الحكم مباشرة على التلفزيون، وهو أمر نادر في بريطانيا، وندد القاضي بـ”الدرجة التي لا يمكن تصوّرها من قسوة” المتهمين الذين “لم يظهروا ندمًا حقيقيًا”.
وقال إنّ سارة تلقت معاملة “كما لو كانت بلا قيمة”. لقد عانت من هذا العنف أكثر من الأولاد الآخرين في المنزل “لأنها فتاة” من أم أخرى. وكانت “في حالة رعب دائم”.
وكشف تشريح لجثة الطفلة التي توفيت في 8 أغسطس/ أوت 2023، عن تعرّضها لنحو مئة إصابة داخلية وخارجية، بينها رضوض في الرأس وكسور متعددة وكدمات وندبات، بالإضافة إلى علامات حروق، منها بالمكواة، وآثار عضات بشرية.
وكان عرفان شريف وبيناش بتول وفيصل مالك اشتروا بعد ساعات من وفاة الطفلة، تذاكر سفر إلى باكستان وانتقلوا إليها مع أبنائهم الآخرين، وتركوا جثتها على السرير في منزلهم.
واتصل عرفان شريف من باكستان بالشرطة الإنكليزية، قائلًا إنه عاقب ابنته “وفقًا للقانون” لأنها “كانت شقيّة”، وبعد تواريهم شهرًا، عاد الثلاثة إلى لندن في 13 سبتمبر/أيلول 2023، فأوقفتهم الشرطة في الطائرة.
(التلفزيون العربي عن أ ف ب)