مروى الدريدي-
عبّر عدد من متساكني منطقة برج علي الرايس المحاذية لمقبرة الجلاز، عن استيائهم الشديد جراء انبعاث روائح كريهة من المقبرة سبّبت لهم ازعاجا كبيرا.
كما تشكو مقبرة الجلاز والمقبرة المحاذية لها تماما والمعروفة بمقبرة سيدي يحيى من تراكم الفضلات والأوساخ فضلا عن انبعاث الروائح الكريهة.
ورجّحت مصادر مطلعة لحقائق أون لاين أن الروائح الكريهة المنبعثة من المقبرة هي رائحة جثث الموتى لأن المقابر المبنيّة حديثا في الجانب العلوي للجلاز أي بمقبرة سيدي يحيى ليست مبنية وفقا للمعايير المنصوص عليها لبناء المقابر، أي أنها ليست عميقة بالقدر الكافي في باطن الأرض لذلك تنبعث منها روائح جثث الموتى بعد مدّة قصيرة.
وللاستفسار عن حقيقة الوضع بمقبرة الجلاز، اتصلت حقائق أون لاين برئيس بلدية تونس سعاد عبد الرحيم، التي أفادت بأنه نظرا لتلقيهم تشكيات حول وضعية المقبرة تمّ مباشرة تكليف تفقديّة تنقلت على عين المكان وعاينت تكدّس للفضلات خاصة بالمناطق الخلفية وبناء المقابر خلافا للمعايير المعتمدة، وقامت بإعداد تقريرها، وتمّ بناء عليه فتح تحقيق حول مجمل هذه التجاوزات.
وأكدت سعاد عبد الرحيم أن هناك تجاوزات ايضا تتمثل في الترفيع غير القانوني في سعر القبر الواحد من 50 إلى 200 دينار، داعية المواطن إلى الابلاغ في حال تجاوز سعر القبر الـ50 دينارا، أو إذا عاين تجاوزات أخرى في المقابر.
وبينت أن الوكالة المعنية ببناء المقابر والاعتناء بالمقبرة (المقاول) هي في الغالب من تقوم بمثل هذه التجاوزات وليس أعوان البلدية المباشرون، مضيفة أنه نظرا إلى ارتفاع كتلة الأجور لم تقم البلدية بانتداب أعوان للعمل في المقابر، وقامت بتكليف الوكالة لهذا الغرض، وهو ما اعتبرته خسارة للبلدية في حدّ ذاته.
وبخصوص الروائح المنبعثة من المقبرة، قالت عبد الرحيم إن بعض المقابر غير مبنية وفقا للمعايير المنصوص عليها وهو ما قد يتسبب في انبعاث هذه الروائح، مشيرة إلى أنها عاينت مقبرة النصارى بحي الخضراء ووقفت على حجم الضرر الذي لحق بها وقامت بمراجعة الوكالة وحثّها على ضرورة القيام بمهامّها كما يجب، وأكّدت أنه تمّ منحها مُهلة إلى نهاية السنة وإلزامها بتدارك الاخلالات الحاصلة بالمقبرة وإلاّ سيقع تعويضها بأخرى.
-صور: جلال الفرجاني
