في ظل ضعف المراقبة الاقتصادية وتغاضي بعض الجهات الأمنية، تتفاقم ظاهرة خطيرة في الكثير من المعتمديات التابعة لولاية صفاقس وهي تمتع المهربين فقط بامكانية الحصول على المواد الغذائية المدعمة.
وفي جولة استطلاعية في بعض معتمديات صفاقس، على غرار جبينانة والعامرة ومدن أخرى، لاحظت حقائق أون لاين أن الكثير من المواد الغذائية، مثل السكر والزيت المدعم والكسكسي أصبحت حكرا للمهربين ولا يحق للمواطن شرائها بأسعارها المحددة.
ويقوم الكثير من تجار المواد الغذائية بالجملة بإخفاء المواد الغذائية في مخازن خفية وإعلام أصحاب المحلات التجارية بفقدانها، ثم يقمون ببيعها ليلا ويشحنونها على سيارات المهربين بأسعار خيالية.
ويقول محمد الزعيبي لحقائق أون لاين أن سعر اللتر الواحد من الزيت المدعم أصبح يصل إلى حدود 2 دينار ليتم تهريبه نحو القطر الليبي وكذلك بيعه لبعض المطاعم ومحلات الحلويات بأسعار تصل إلى 3 دينارات للتر الواحد.
ويضيف الزعيبي، وهو صاحب محل مواد غذائية، إنه لم يعد بامكانه الحصول على السلع والمواد المدعمة من تجار المواد الغذائية بالجملة، منوها إلى أنه يتم تخزين "الزيت" والسكر والكسكسي" في مخازن سرية غير المخصصة للعرض.
وبات مشهد تجول شاحنات المهربين المملوءة بالمواد المدعمة في الكثير من معتمديات صفاقس أمرا مألوفا لدى المواطنين وأمام أعين الوحدات الأمنية هناك، وهو ما يثير تساؤلات لدى المواطنين بشأن مقاومة الدولة لآفة التهريب.
وبحسب شهادات بعض المواطنين في صفاقس، يتمنّع بعض تجار المواد الغذائية بالجملة عن بيع المواد التي تشهد طلبا كثيرا للمحلات والتجار الصغار ويكتفون بمنحهم بعض المواد الأقل أهمية وطلبا مثل المعجنات والمشروبات الغازية.
وتم خلال الأشهر التسع الأولى من السنة الماضية 1394 مخالفة اقتصادية تتعلق بالتلاعب بالمواد المدعمة.
وأظهرت حصيلة العمل الرقابي رفع 30410 مخالفات في المنتوجات الفلاحية الطازجة بزيادة بنسبة 53 بالمائة بالمقارنة مع الفترة نفسها للعام المنقضي.
كما تم رفع 26476 مخالفة في المواد الغذائية العامة والتي تطورت أيضا بنسبة 106 بالمائة مقارنة بذات الفترة من عام 2021 الى جانب تسجيل 20786 مخالفة اقتصادية في المواد الصناعية والخدمات.
وتمكنت مختلف فرق المراقبة الاقتصادية خلال الأشهر التسعة الاولى من هذا العام من حجز 3662 طنا مشتقات حبوب مدعمة و357 طنا من مادة السكر المدعم و309 ألاف لتر زيت نباتي مدعم الى جانب أكثر من مليوني مليون لتر من مواد غذائية مختلفة.
