شيء من ردّ الجميل: الحرس الوطني تاريخ من البذل وحاضر من التضحيات والتحديات

مالك الزغدودي –

عاشت الجمهورية التونسية مؤخرا، حادثا إرهابيا جبانا استشهد اثره ستة أعوان من الحرس الوطني، كانوا جزءا من السور الأول الحامي للوطن من كل غدر. ولأن كل الأيادي تتشابك من أجل تونس آمنة متقدمة، فإن الكل يتكاتف من أجل هذا الحلم الجماعي.

وأمام خط النار، ووجها لوجه مع كل المخاطر. هناك رجال اختاروا الانتساب إلى مختلف الأسلاك الحاملة للسلاح من أجل الاستجابة لنداء الواجب والذود عن تراب الوطن.

عمال الساعد والفكر ومن يضغط على الزناد من أجل راية الوطن، جميعهم يعملون وفق قاعدة “نموت نموت ويحيا الوطن”، ومن بينهم عناصر الحرس الوطني الذين قدموا ومازالوا يقدمون الغالي والنفيس من أجل تحقيق هذا الهدف.

الحرس الوطني فداء للوطن

“الحرس الوطني فداء للوطن” شعار تجسد على أرض الواقع منذ نشأة النواة الأولى للحرس الوطني سنة 1956، إذ ساهم هذا السلك في النضال من أجل الاستقلال وشارك في حرب الجلاء مباشرة وعبر تدريب المتطوعين من المدنيين، وهو سلك يتبع إداريا وزارة الداخلية.

والحرس الوطني هو قوة عمومية مدنية مسلحة وقائية وجزرية مكلّفة، في الحدود الترابية الراجعة إليها بالنظر، وبالمحافظة على النظام العمومي والسهر على أمن الأفراد والممتلكات بصفة عامة وحماية الحدود البرية والبحرية وتأمينها.

ومن بين المهام الأساسية في عمل الحرس الوطني حماية ومراقبة المناطق الريفية غير الحضرية، والدفاع عن حرمة الوطن داخليا وخارجيا عند الحاجة.

وتسند رتبة الآمر إلى قائد الحرس الوطني، الذي يرجع بالنظر إلى وزير الداخلية. وكان الآمر التيجاني الكتاري أول قائد عند التأسيس في 1ماي 1956، وصولا للآمر الحالي العميد شكري الرحالي.

المشاركة في مقاومة الإرهاب

الإرهاب ظاهرة مركبة اتفق كل المختصين في المجال على أن الحل الأمني وحده غير كاف لمواجهته، إذ يجب أن تتضافر الجهود الأمنية، مع توعية المجتمع بمخاطر التطرف وإرساء استراتيجية شاملة للتوقي منها ويكون  العمل الأمني، خاصة الاستباقي والوقائي جزءا مهما منها.

والحرس الوطني نفذ وشارك في عديد هذه المهام الحساسة عبر مختلف تشكيلاته، نذكر خاصة منها الوحدات المختصة ووحدة النخبة الملقبة بـ”الأشباح”.

والوحدة المختصة للحرس الوطني هي مفرزة النخبة المختصة في مقاومة الإرهاب وتحرير الرهائن، إضافة إلى عمليات الرصد والإغارة وراء خطوط العدو.

وانخرطت الفرقة سنة 1980 في برنامج تعاون مشترك لتبادل الخبرات مع الجانب الأمريكي، وهي ذات صيت عالمي ومعترف بها دوليا على مستوى كفاءتها في مجال مكافحة الإرهاب.

وشاركت الفرقة في عديد العمليات الحاسمة نذكر منها عملية سيدي يعيش التى تم خلالها تصفية تسعة عناصر تابعة لكتيبة عقبة بن نافع من بينهم الإرهابي الخطير لقمان أبو صخر.

ولعل الوضع التونسي يحتاج أكثر اليوم للتكاتف بين مؤسسات الدولة المختلفة من المؤسستين الأمنية والعسكرية ووزارات ومجتمع المدني، بما يدعو إلى ضرورة إيجاد تصور وطني شامل بآفاق جديدة تؤسس لمقاومة جذرية للإرهاب، وتبني جيلا قادرا على النقد والتفكير من أجل مستقبل أفضل وغد أكثر أمنا وتطورا.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.