شهادات عن إيقافات أحباء الإفريقي: “مشاهد من النظام النازي”.. و”تعاط امني مفزع”

يسرى الشيخاوي- 

انتظمت، اليوم الأربعاء، ندوة صحفية للعود على أحداث احتجاجات جماهير النادي الافريقي والانتهاكات التي طالتهم إذ استنكرت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان التعاطي الأمني معهم.

وقد اعتبر نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بسام الطريفي أن صور الجماهير المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تندرج ضمن المعاملات اللاانسانية وتذكر بمشاهد من النظام النازي، عندما كان هتلر يقود اليهود نحو المحرقة، على حد تعبيره.

وقال الطريفي إن الصور التي تظهر احتجاز الجماهير في ظل عدم احترام البروتوكول الصحي، تنطوي على خرق فاضح للقانون إذ تم إيقاف 293 شخصا دون إذن بالاحتفاظ ودون استشارة النيابة العمومية وسط غياب مندوب حماية الطفولة والأولياء في علاقة بإيقاف قصّر.

وطالب وزارة الداخلية والدولة التونسية بالاعتذار الرسمي لجماهير النادي الافريقي الذين تم الاعتداء عليهم ومحاسبة كل من ثبت تورطه في أعمال العنف من جماهير وأمنيين، داعيا إلى الاحاطة بأعوان الأمن للتعامل مع التحركات الاحتجاجية.

من جهته عاد المحامي سمير بالرايس على أحداث الاحتجاجات التي شهدها محيط الجامعة التونسية لكرة القدم حيث تعرّض إلى الاعتداء من قبل أعوان امن حينما تدخّل لإنقاذ فتاة من الاعتداء إثر توثيقها للتعاطي الامني العنيف مع الجماهير.

وقد اكّد بالرايس أنه لا يناصر أي فريق كروي ولا يتابع كرة القدم أصلا وأنه وجوده وزوجته ورضيعته في مكان الاحتجاجات كان صدفة، مشيرا إلى أنه كان يمارس الرياضة حينما كانت الجماهير تحتج سلميا، وفق تعبيره.

وأعرب عن وجعه مما عايشه في التعامل الأمني مع المحتجين مستذكرا استنجاد أحد القصر به حينما تحدّث بعض الأمنيين فيما بينهم عن تعنيفه به باستعمال عبارات نابية ولكن صفته محاميا لم تشفع له، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن عديد الاخلالات القانونية شابت عملية الإيقافات التي طالت جماهير النادي الافريقي وكان مكان احتجازهم بمثابة المعتقل، مضيفا أن بعض الأمنيين ضغطوا على احد الموقوفين ليشهد زورا بأنه هو من بادر إلى الاعتداء على الأمنيين، وفق قوله.

وأكّد المحامي مضيه قدما في إجراءات التقاضي حتى تتم محاسبة المعتدين وحتى لا تتكرس سياسة الافلات من العقاب ويتكرر التعاطي الأمني الوحشي مع الاحتجاجات.

أما المحامي أحمد التونسي فقد تحدّث عن ظروف إيقاف أحباء النادي الإفريقي في ثكنة حي الخضراء، مشيرا إلى ان خروقات كثيرة شابت عملية الإيقاف وانه تم إطلاق سراح بعض الموقوفين الذين تربطهم صلة قرابة بأمنيين.

وأضاف التونسي أن عملية احتجاز الموقوفين دامت حوالي 17 سنة وان التعاطي الأمني معهم كان مفزعا، لافتا إلى أن أحد الموقوفين يحل بتونس العاصمة للمرة الاولى وتم إيقافه قرب "الحديقة أ" قبل التنقل إلى المنزه شأنه شأن عديد الأحباء.

وتابع بالقول " تم إيقاف عديد القصر وبين الساعة 11 والساعة 13 تم إيقاف أي شخص يرتدي قميص النادي الإفريقي وبعض الإيقافات تمت في محمد الخامس وشملت محبين للترجين الرياضي التونسي وللنجم الساحلي وسط عدم مراعاة لظروف الحجر الصحي وغياب مندوب حماية الطفولة".

وتساءل عن الرسالة التي سيتلقاها الناشئة من التعامل الأمني الوحشي معهم وعن جدوى الاستغراب من نقمة الشباب على الدولة ومن رغبتهم في الهجرة، مشيرا إلى انه كان حاضرا في استجواب 40 موقوفا، 37 منهم قصّر.

وأكّد ضرورة أن يتم تكريم أحباء النادي الافريقي الموقوفين، مشيرا إلى أن احتجاجهم كان سلميا دون أضرار في البداية وأن الأضرار المادية التي حصلت كانت ردّة فعل، وفق قوله.

في المقابل قال نائب رئيس رابطة احباء النادي الأفريقي معز الخميري "توجد مقاربة أعمق من البعد الامني إذ يتعلق الأمر بمحاولة وضع اليد على النادي الافريقي الذي يعتبره بعض السياسيين خزانا انتخابيا".

وأضاف الخميري إلى أن جماهير النادي الافريقي تدفع ثمن تداخل الرياضي بالسياسي، معتبرا أن ما حصل مع حصل من انتهاكات خلال الاحتجاجات له تفسيران لا ثالث لهم فهو إما تمرير رئيس الحكومة الذي تولى وزارة الداخلي بالنيابة لرسالة لمن ينوي الاحتجاج وإما رئيس الجامعة وديع الدريء أكبر من الدولة وأقوى منها، وفق قوله.

وتابع بالقول " ارفعوا ايديكم عن الافريقي فتجربة سليم الرياحي لن تتكرر ولن يرأس الجمعية أي سياسي".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.