“شكون”.. المجموعة التي خلقت من اللجوء والفراق تعبيرات موسيقية ملهمة

 يسرى الشيخاوي

"شكون" مجموعة موسيقية خلقت من قصص اللجوء ومن حكايات الفراق تعبيرات موسيقية ملهمة ومغرية بالحديث عنها وهي التي طوعت الوجع لتشكل ألحانا مارقة عن السائد والمألوف، ألحانا تحاكي انفعالات الإنسان وتقلبات الحياة.

ومن الفراق استلهمت المجموعة السورية الألمانية تسمية ألبومها الأخير لتمد جسرا بين ثقافتين وتجربتين مختلفتين التقيتا عند الإنسانية، ليكون "فراق" عصارة هذا التماهي بين روايتين تحمل كل واحد منهما أسرار كثيرة داخلها ومهدا لجواة عالمية للمجموعة.

"فراق" ليس مجرد ألبوم يضم خمس عشرة أغنية بل هو تجربة إنسانية يصورها الثنائي الذي بعث الحياة في هذه المجموعة وشكل مزيجا ممتعا من الثقافة الألمانية والثقافة السورية وشحاع بتجربة اللجوء التي خالها الطرف السوري وصارت علامة فارقة في حياته.

والأغنية التي تحمل الاسم نفسه رسم فيها السوري أمين ياخر والألماني "ثوربن" ملامح معانتهما من الفراق إذ خسرا صديقهما في فترة كورونا وجاءت الأغنية بمثابة البوح والشكوى وهي أيضا محاولة لتخفيف عبء هذا الاحساس الذي لا يسقط بالتقادم.

والأغنية التي انسابت ألحانها لتصور الحزن على طريقة الثنائي الذي صادف أوجه كثيرة للموت وللحياة ووجدان في الموسيقى تعبيرة عما يخالجهما تم إطلاقها فيديو كليب مصور من إحدى حفلات المجموعة الموسيقية في ألمانيا.

وفي إنتاجها الأخير تمزح "شكون" بين معزوفات موسيقية أصلية وحدا مكانها في الذاكرة الموسيقية وبين موسيقى جديدة ومبتكرة تستمد تفاصيلها من الموسيقى الإلكترونية لاتوجد لنفسها أسلوبي مختلفا جذوره ضاربة في التراث العربي وفروعه ممتدة في الموسيقى العالم.

من سوريا إلى ألمانيا تتواصل رحلة اللاجئ السوري وتلتحن مساراته بمسارات رفيقه الألماني وتستمر رحلتهما في أرجاء أوروبا والعالم العربي في جولة فنية ستحط رحلتها في فرنسا وتركيا وتونس ومصر ولبنان حيث ستصدح روائع عربية بألوان مغايرة.

من بين الأغاني العربية التي ألهمت الثنائي الأغنية العراقية " فوق النا خل" للفنان ناظم الغزالي، والأغنية المصرية "الحلوة دي" لسيد درويش والأغنية اللبنانية  "دقّي دقّي يا ربابة"سمير يزبك إلى جانب أغاني أخرى تلتقي كلها عند معين الفن وإن اختلفت أنماطها الموسيقية وحكاياتها.

والبوم "فراق" سبقته أصداء واسعة للفرقة بعد أن تعاونت مع الفنان اللبناني راغب علامة لتقدم نسخة "ريمكس" لأغنية "يا ريت" ووشحتها بصيغة موسيقية خاصة، وهو أحد عناوين نجاح اللقاء بين أمين ياخر  "ثوربن" وبرهانا على مقاومة الحاجة السوري الذي ارتمى في حضن الموسيقى وصار فنانا عالميا.

والرحلة التي انطلقت منذ خمس سنوات  من مدينة هامبورج الألمانية اتخذت اتجاهات أخرى وتوقعت في أنحاء العالم لتنتشر رسالة الثنائي في أكثر من بلد في العالم ويثبت الثنائي أن الوجع يخلق تعبيرات فنية وجمالية تخترق القلوب قبل العقول.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.