” سينما الريف” في دورته الثانية: صرخة في وجه المركزية الثقافية

يسرى الشيخاوي-
 
" سينما الريف" مهرجان وليد جمعية فن المكناسي، تقام دورته الثانية من التاسع عشر إلى السابع والعشرين من الشهر الجاري، هو تظاهرة ثقافية تحمل لواء كسر العزلة الثقافية التي أغرقت بعض الجهات والمناطق الريفية في تونس.
 
والتظاهرة الفتية رأت النور السنة الماضية  على يد جمعيية فن المكناسي التي تعمل على تعزيز حضور الفن السابع في الأنشطة الثقافية في المناطق الداخلية، وبالتالي الاحتفاء بالسينما في مدينة المكناسي وأريافها.
 
"سينما الريف" الذي انطلق بإمكانيات مادية ولوجستية محدودة وشغف وطموح يتجاوز مداهما أسوار المركزية الثقافية التي شيدها المسؤولون على مرّ عقود، نجح بإسهامات أهالي الجهة وأصدقاء جمعية فن المكناسي، وخلق حركية ثقافية في الجهة.
 
والمهرجان في دورته الثانية حظي بدعم  المركز الوطني للسينما و الصورة ومؤسسة روزا لوكسمبورغ  والاتحاد العام التونسي للشغل  ونادي " ciné B"، وفق ما أفاد به مدير التظاهرة معاذ قمودي حقائق أون لاين.
 
 "شكون قال السينما تصير كان في الصالات ؟" ، عنوان التظاهرة وهو حمّال رسائل احتجاج وتنديد بسياسات الدولة التي ما انفكّت تكرّس المركزية الثقافية ولا توفّر الإمكانيات لأبناء المناطق الداخلية والأرياف ليمارسوا حقّهم في الثقافة، وعنوان التظاهرة ينطوي على رسائل تحدّ من القائمين على الدورة الذين صنعوا من غياب الفضاءات الثقافية في الجهة عنصر قوّة وأوجدوا أماكن لعرض الأفلام بعيدا عن حيطان الدولة.
 
وفي حديثه عن برنامج التظاهرة، قال معاذ قمودي إن "سينما الريف" ستحتفي بالأفلام الوثائقية بـ14 عرضا من تونس والجزائر والمغرب ومصر وستنتظم العروض في معتمدية المكناسي وأريافها من المش إلى المبروكة والنصر والكرمة في المقاهي والمدارس طيلة الأيام التسع للمهرجان، وهي تعبيرة احتجاجية على تهميش الجهة ثقافيا ولفت انتباه للدولة حتى تقطع مع المركزية، على حدّ تعبيره.
 
والمهرجان لن يستثني الأطفال، إذ خصص لهم عدد من العروض في الفترة الاولى من المهرجان يواكبونها في المدارس الابتدائية الموجودة في القرى، وستلتئم به ورشات تكوينية واحدة في صحافة المواطنة بإشراف مريم بريبري و سليم بربوش، وأخرى للفيلم الوثائقي تعمل على إنتاج فيلمان وثائقيان في نهاية أيام المهرجان حول المكناسي و أريافها بإشراف المخرجين  مالك خميري ومروى طيبة.
 
ورغم غياب الإمكانيات اللوجستية عن الدورة  ومحدودية الميزانية، إلا أنّ القائمين عليها يأملون في نجاحها وإسهامها في لفت انتباه السلطات إلى التهميش الذي تعانيه المناطق الداخلية على المستوى الثقافي إلى جانب تحفيز شباب الأرياف عى ممارسة حقهم في الثقافة على اعتبارها  إحدى وسائل التعبيرعن واقعهم وقضاياهم، وفق وقول معاذ قمودي.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.