سوسن معالج.. فنانة نطقت بغضب الكثيرين وهي ترفض أن يجمعها نفس المكان بالمشيشي

 يسرى الشيخاوي- 

هي ليست فقط فنانة تجيد رسم ملامح الشخصيات التي تتقمصها وتتماهى معها حد التطابق حتى تصدق انفعالاتها وحركاتها وسكناتها، بل هي أيضا محمّلة بكل ما للإنسانية من معان مختلفة.

هي الممثلة سوسن معالج التي ظلت وفية لخياراتها ومواقفها لا تتبدل ولا تتغيير مهما تتالت السنين، الحرية في نظرها البدء والمنتهى، والإنسانية البوصلة التي لا تحيد عنها والفن سكنها الذي لا تتنازل عنه.

مؤمنة هي بالمساواة الحقة ومدافعة عن الحقوق والحريات، تصدح بأفكارها ولا تخشى لومة اللائم، ولا ترضى بالجور والظلم وتضادد السلطة المتعسفة قولا وفعلا، وفي تدويناتها على الفايسبوك رسائل كثيرة وفي فعل مقاطعتها لحفل موسيقي بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة دلالات أكثر.

وفي حديثها عن هذه المقاطعة كانت صوتا للغاضبين والغاضبات وهي التي نطقت بقهر ووجع الكثيرين حينما عدّدت أسباب رفضها الجلوس في المكان ذاته مع رئيس الحكومة هشام المشيشي.

وكثيرة هي الأسباب التي جعلت من موقف سوسن معالج محل استحسان من جمهورها ومتابعيها على صفحتها بالفايسبوك، إذ تشير إلى إعدام الفنانين مهنيا عبر إقرار حجر صحي اعتباطي يسري عليهم ويستثني السياسيين.

وإن اعتذرت من الفنانين والموسيقيين الحاضرين في الاحتفال وسلطة الإشراف على المقاطعة إلا أنها تساءلت عن معنى الاحتفال وسط سجن شباب وشابات الثورة وتوشيح التحوير الوزاري بالذكورية والإيقافات على خلفية الاحتجاج.

عن الاتهامات الكيدية ضد الناشطة رانيا العمدوني واحتجاز الامينة العامة للاتحاد العام لطلبة تونس وردة عتيق والتحرش بالصحافيات في مسيرة حركة النهضة، وتعذيب أحمد قم حد فقدان خصيته ووفاة عبد السلام زيان في الإيقاف، تحدّثت أيضا وهي تدعو المشيشي الذي وصفته بالمقيم العام للدولة التونسية الحالي إلى الاستقالة.

ولأن الكلام على الكلام صعب، في ما يلي تدوينة الفنانة سوسن معالج بكل ما تؤويه من غضب ورفض:

"شكرا للسيد وزير الشؤون الثقافية بالنيابة على دعوته لي للحضور في الحفل الموسيقي المقام على هامش الإحتفالات باليوم العالمي لحقوق المرأة بمدينة الثقافة ،

 أعتذر للفنانين ، المثقفين و الموسيقيين الحاضرين وسلطة الإشراف  على المقاطعة ، 

 لأنني وببساطة لا أرى مبرّر لحضور رئيس حكومة الفشل ، وهو من حكم على الفنانين بالإعدام المهني عبر إقراره و إمعانه في حجر صحي إعتباطي جائر يسري على شريحة الفنانين من المجتمع و لا على شريحة السياسيين .

عن أي إحتفال نتحدث و شباب وشابات الثورة يقبع.ن في سجون المشيشي؟ 

 سامحوني بماذا نحتفل تحديدا ؟

بذكورية التحوير الوزاري ؟ 

بالألفين موقوف. ات على خلفية ممارسة حقهم.ن الدستوري في الاحتجاج؟ 

بالتهم الكيدية التي سلّطت على المواطنة رانية العمدوني ؟ 

بإحتجاز الأمينة العامة للإتحاد العام لطلبة تونس وردة عتيق ؟ 

بالتحرش بالصحفيات وإهانة كرامتهن في مسيرة لمساندة الحزب الحاكم دعما للتجربة الرجعية في ظل الأزمة الدستورية ؟ 

بماذا نحتفل تحديدا ؟؟ 

بفقدان خصية أحمد قم ؟

بموت عبدالسلام زيان في الإيقاف ؟ 

بالإيقافات العشوائية في حق الشباب و الشابات الذين/اللواتي شحذنا عزائمهم.ن طيلة عقد كامل بقيم الثورية و الديمقراطية و الكرامة و الحرية ليجدو.ن أنفسهم.ن اليوم في وضع خرفانا ونعاجا تُقاد إلى المسلخ على عتبات الصراع السياسيوي الاأخلاقي الذي تعيشه تونس اليوم؟ 

عذرا،  آسفة ، لا يمكنني و لا أستطيع ولا أريد التواجد في فضاء مغلق كان أم مفتوح مع المقيم العام للدولة التونسية الحالي. 

دعوته ولا زلت أدعوه إلى التنحي بالاستقالة فلا حاجة لنا بالتكريمات الصورية و الورود البلاستيكية و الألحان الشجية. 

فإما حقوق و مساواة  

و إما فلا . 

#نفّسونا 

#مشيشي_ديقاج"

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.