انتقد سليم بوخذير الصحفي وسجين الرأي في عهد بن علي ، في تصريح لحقائق أون لاين اليوم السبت، ما اعتبره تبرئة الشريط الوثائقي الذي عرض أمس الجمعة تحت عنوان"إعلام بلون البنفسج" على قناة الجزيرة الوثائقية لجرائم سجن الصحفيين من قبل النظام القائم وقتئذ.
وقال بوخذير إنّ محتوى الشريط التقى مع بن علي الذي كان ينكر التهم الموجهة اليه حول اعتقال وسجن صحفيين من قبيل توفيق بن بريك و لطفي الحيدوري وعبد الجبار المدوري و الفاهم بوكدوس و زكية الضيفاوي ، مذكّرا بأنّ بطش النظام و وحشيته بلغت درجة محاولة اغتيال رياض بن فضل سنة 1999 في ضاحية المرسى حينما كان يعمل مراسلا لفائدة صحيفة لوموند الفرنسية ، علاوة عن ممارسات التعذيب والهرسلة والارهاب النفسي.
ودعا بوخذير القائمين على انتاج واعداد هذا العمل التوثيقي إلى تدارك الأخطاء المهنية الخطيرة التي اعترت الشريط الوثائقي "إعلام بلون البنفسج" وأفرزت عملا صحفيا قام بالتركيز على انتهاكات من الدرجة الثالثة والرابعة، في حين تمّ تغييب اعلام اصطبغ بلون الدمّ الأحمر القاني في تلك الفترة والذي كان يمثّله لفيف من الصحفيين الشرفاء الذين لم ينخرطوا في البروباغندا لتلميع صورة النظام الديكتاتوري.
واستغرب الصحفي سليم بوخذير كيفية عدم الاشارة إلى جبهة الصحفيين المناهضين لبن علي بأقلام كانت تطلق كلمات من رصاص ، والذين سجنوا ومورست عليهم أبشع أنواع التعذيب والانتهاكات التي كان النظام النوفمبري ينكرها جملة وتفصيلا ، مؤكدا ضرورة توثيق الحقائق كاملة لا بشكل منقوص من أجل عدم السقوط في أتون تبييض جرائم خطيرة ارتكبها بن علي ونظامه الاستبدادي.
حريّ بالاشارة إلى أنّ الفيلم الوثائقي الآنف ذكره قدّمه المشرفون على انجازه بكونه محاولة لتفكيك المشهد الإعلامي والآلة الإعلامية في تونس ما قبل الثورة، من حيث أطرافها وأدواتها وطرق إخضاعها لأصحاب المهنة وتطويعهم لخدمة أغراض السلطة الحاكمة ودور ذلك في تكريس وإطالة أمد الظلم والاستبداد.
