أيام قليلة تفصلنا عن عيد الاضحي المبارك، لكن الخطى كانت ثقيلة في شركة اللحوم بالورديه،على غير العادة لا يوجد اكتظاظ  ولا ضجيج اصوات البيع والشراء.

"الزوالي معادش ينجم يعيش، العطار يسال، والماء والضو  موش خالص"، ..بهذه الكلمات الحقيقة والمرة  استقبلنا رجل خمسيني بمجرد لمحه كاميرا حقائق اون لاين تتجول في نقطة بيع اضاحي العيد، وتحدث عن حجم ضيق الحال الذي يعيشه بسبب غلاء المعيشة وتدهور المقدرة الشرائية.

عيد يمرّ ويأتي آخر ويجد التونسي نفسه عاما بعد عام يضطر إلى اسقاط بعض العادات والشعائر الدينية، هذا ما فهمناه من الخالة شادلية التي تحدثت بلوعة عن عدم قدرتها عن شراء الاضحية لأن أجر زوجها 700 د ولايمكنها أن تشتري الاضحية وتوفر باقي حاجياتها اليومية في آن واحد، عليها الاختيار وقد اختارت إسقاط فرحة العيد..

خلال جولة  كاميرا حقائق اون لاين في نقطة بيع الاضاحي بالوردية، حضرت الاغنام وغاب المشترون، في كل ركن وأينما توجّّه بصرك في ساحة الرحبة تجد اغلبها تجارا او فلاحون  ورؤوس الاغنام وبضع تونسيين جاؤوا لاقتناء الاضحية وآخرون يتفقدون الاسعار  من باب الفضول..

تحدثنا الى فلاح وتاجر ومواطن الكل يتفقون أنّ الاضخية باهضة ولكن يختلفون في تبريراتهم، فيقول الفلاح إنّ العلف والتبن باهظ جدا، بينما يقول التجار إنّ هامش الربح ضئيل بعد شراء الاضحية من الفلاح اما المواطن فيستغيث لأنّه لم يعد قادرا على مجابهة الغلاء الذي طال جميع مستلزمات الحياة..

على مشارف شركة اللحوم بالوردية كل شيء يوحي بوجود مناسبة عيد الاضحى، لكن كل شيء كان جافا بلا راحة بلاطعم بلا فرح..

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.