“زينلي صغري”.. تظاهرة توشّح القصرين بالفرح

يسرى الشيخاوي- 

بعيدا عن مخلّفات الوباء اللعين الذي مازال يطل برأسه اللعين من كل الأركان، وبعيدا عما حملته الأمطار من حقائق موجعة، تتجلّى ملامح الفرح في مدرسة "الطاهر بن زعرة" الواقعة في معتمدية العيون من ولاية القصرين.

وعبر مبادرة " زينلي صغري" التي أطلقتها جمعية "فني رغما عني"  تسرّب الفن إلى جدران المدرسة التي توشّحت بصور وألوان كثيرة تحاكي الحياة لتكون العودة المدرسية هذه السنة مختلفة.

عودة مدرسية في ظروف استثنائية فرضتها الجائحة ولكن عسى الرسومات تدخل على نفوس التلاميذ بهجة وسرورا، رسومات أوجدتها أنامل مواطنين يؤمنون بوقع الفن والثقافة في نفوس الأطفال ويؤمنون بحق الكل في فضاءات ثقافية.

انطلاقا من هذا الإيمان الذي لا يهزه شك، يعكف المشاركون في هذه التظاهرة على تهيئة إحدى القاعات وتحويلها إلى فضاء ثقافي متعدد الاختصاصات يؤوي ركحا لتمارين مسرحية ومكتبة وركنا للرسم والموسيقى وفضاء للمطالعة والمراجعة، وفق ما أفاد به أحمد نصرلي ممثل جمعية اصنع فنك والفضاء الثقافي فن الحياة.

وفي هذا المشروع الممول في جزئه الأكبر من قبل جمعية فني رغما عني التي يمثلها كل من ماجد نومي وشيماء القاسمي، تشارك جهات أخرة على غرار جمعية الامتياز للتنمية التي يمثلها طارق البوغديري ومركز التنشيط الجامعي الثقافي والرياضي بالقصرين إضافة إلى بلدية العيون. 

إلى جانب تزيين الجدران وترميم بعضها وتهيئة ساحة المدرسة، تقدّم هذه التظاهرة مستلزمات مدرسية للأطفال لترسم الابتسامات على شفاههم وتخفف عنهم حدّة الأوضاع الصحية والاجتماعية.

هو مشروع يجمع بين الفني والإنساني، تدوم مدته أسبوعين سيسعى فيها المشاركون إلى إخراج المدرسة في حلة جديدة، وفي الأثناء يعملون على أن تعم الفكرة مدارس أخرى في القصرين ويعوّلون على دعم المواطنين سواء بتوفير المستلزمات أو الأفكار أو التطوع للعمل الميداني.

ووسط أخبار الوفيات والإصابات بكورونا والمخاوف من العودة المدرسية تبدو هذه الأنشطة نقاط ضوء وسط العتمة على ان تكون حافزا لتعميمها في القصرين وفي جهات أخرى من الجمهورية.

 

 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.