زاوية من كلاسيكو المهيري: السي أس أس يحقق انتصار الرجولة في مباراة مجنونة  

في كل الاحوال يمكن اعتبار مقابلة الكلاسيكو بين النادي الرياضي الصفاقسي والنجم الساحلي مجنونة في اطوارها وفي الظروف التي دارت فيها وفي سيل التعاليق التي اثارتها..

فنيا النادي الرياضي الصفاقسي استحق الانتصار وهو الذي بحث عن ذلك منذ البداية واعتمد على الخطة التكتيكية 4 – 4 – 2 التي مكنته من تحصين خط وسط الميدان من ناحية وتعزيز الاسناد الهجومي من ناحية ثانية واظهر الفريق في مختلف فترات اللقاء انه كان اكثر جاهزية من منافسه النجم الساحلي كما انه كان المبادر بالتسجيل واكمل المقابلة بنقص عددي بعد اقصاء محمود بن صالح اواخر اللقاء..

ولنقلها بوضوح ان نادي عاصمة الجنوب اعتمد على اسناد الظهيرين في ظل التامين الكافي في وسط الميدان الى جانب المعاضدة الهجومية في بعض الفترات من لاعبي المحور الدفاعي وفي وسط الميدان كانت الجاهزية لمعظم العناصر طيبة وخاصة كريم العواضي في قطع الكرات والتغطية ولاسامة العمدوني في الاسناد الهجومي بصنعة كبيرة ليكون مع النيجيري سوكاري الثنائي الجيد في البناء والتعزيز الهجومي وكانت معالم خطة النادي الصفاقسي واضحة في استغلال ضعف محور دفاع النجم الساحلي ولا سيما ثقل اللاعب عمار الجمل وبطئه من اجل المباغتة بكرات في الظهر احدثت الخطر في عدة مناسبات ودليل ذلك الهدف الثاني للسينغالي محمد واليو ندوي..

في حين ان النجم الساحلي لم يكن بالقوة العادة وبدا على لاعبيه التسرع وقلة التركيز مع ضعف ملحوظ على المستوى البدني ولعل الفريق دفع باهظا ثمن تهور بعض مسؤوليه ممن دفعوا باللاعبين في قلب المعركة النفسية مع النادي الصفاقسي من خلال مطالبتهم بالبقاء في الحافلة لقرابة ساعة من الزمن في حين كان اولى بهيئة النجم ان تبعد لاعبيها عن هذه المطبات وكان يمكنها ان تتخذ اشكالا اخرى قد يكون من بينها عدم نزول اللاعبين الى ارضية الميدان الا بعد تحقيق المراد ( من وجهة نظرهم ) … وفي اعتقادنا كان مفعول الازمة المفتعلة بخصوص عدد المسموح لهم بالحضور عكسيا على لاعبي النجم بدنيا ونفسيا بدليل اصابة اللاعب الكالي بانغورا وخروجه من الميدان منذ الدقيقة 38..

وبذلك يبقى السؤال معلقا لماذا هذا الحرص على مزيد تعفين الاجواء بين الفريقين الشقيقين من خلال افتعال المشكل في حين انه كان من الانسب ومن الحكمة تغليب العقل على العاطفة والالتزام في هذه المقابلة بالذات بما تم الاتفاق عليه في الجلسة التنظيمية التي انعقدت بمقر الولاية والتي تم الاتفاق فيها على حضور 3 مسؤولين من النجم فقط هم رئيس النادي ورئيس الفرع والكاتب العام..

لقد كان  الانسب في ظل الاحتقان الالتزام ببنود الاتفاق في انتظار انفراج العلاقة بين الفريقين وتطبيعها لكن بعض مسؤولي النجم وهذا ليس تهجما تمسكوا بدخول 35 من الفريق من بينهم 20 لاعبا وكان يمكن الصبر على هذا الخيار من اجل مصلحة مطلوبة لاحقا لولا التعنت وفي الاخير وبالمحصلة وبعد الكثير من حرب الاعصاب تم تنفيذ مقررات الجلسة التنظيمية وسط تساؤلات بخصوص توقيت صدور منشور الجامعة الداعي الى تمكين كل فريق ضيف من الدخول في حدود 35 فردا من بينهم 20 لاعبا..

وكان على بعض مسؤولي النجم ان يعلموا ان "المتسلفة مردودة" وانه لو لم يتم منع مسؤولي النادي الصفاقسي من الدخول الى الملعب الاولمبي بسوسة منذ 3 اسابيع لما حصل هذا الذي حصل..

عودة الى المقابلة لنقول اننا راينا فيها كل شيء من التاخير الكبير في انطلاقها بما يقارب 70 دقيقة  الى التسابق والتلاحق في تسجيل الاهداف التي استقرت حصيلتها عند 5 اهداف كاملة في كلاسيكو مجموعة التتويج كما رانيا تقطعا اللعب والتشنج ووفرة القوارير المنهمرة على اللعب وبعض الممارسات الخارجة عن اطار الروح الرياضية  الى جانب اخطاء تحكيمية كادت تخرج بالمباراة عن اطارها بالكامل ورأنيا ايضا كيف ان الفترة الثانية من اللعب انطلقت متاخرة جدا..

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.