رسالة زهير مخلوف إلى رئيس مجلس النوّاب : وشاية أم تبرئة ذمّة ؟

يجوز القول إننا تخلصنا منذ 14 جانفي 2011 من الحاكم المستبدّ ..لكن هل تخلصنا من المستبدّين بآرائهم في مختلف المواقع ؟ جوابي: لا..و لن يتحقق ذلك قبل عقود ..و بشرط أن نبدأ يوما تعلّم أبجديات النزاهة و مقتضيات الحياة الديمقراطية .

تلك مقدمة أولى و هذه ثانية لا بد منها :

قبيل الخميس الأسود – 26 جانفي 1978 – و في إحدى "حربوشات"ـه الخالدة بجريدة "الشعب"حكى المرحوم محمد قلبي عن الرجل الذي طلّق عدة مرات . و كلما سأله من نسيت هويته عن سبب طلاق هذه و تلك كان جوابه "ما تصلحشي..ما تصلحشي..ما تصلحشي"..إلى أن تجرّأ السائل يوما و قال له ما معناه " ياوخي..خايف أنت اللي ما تصلحشي ؟!".

منذ نشرت رسالة زهير مخلوف إلى رئيس مجلس النواب و المواقف منها نوعان متباينان : شامتون في سهام بن سدرين يصبون الزيت على النار..و مدافعون عنها دون تحفظ يصبون جام غضبهم على زهير مخلوف بل و يعتبرون ما أتاه وشاية لا أكثر و لا أقل ..و لا أحد أعفاني من التصدي للسؤال : هل إن تلك الرسالة وشاية أم تبرئة ذمّة ؟

قرأت الرسالة ..و لا أجدها وشاية ..و أقول لمناصري رئيسة هيئة الحقيقة و الكرامة ما قاله ذلك الرجل لصاحبه المِطلاق : ياوخياني..خايف هي اللي ما تصلحشي ؟!

استقال خميس الشماري فقالوا مايصلحشي ..

و استقالت نورة البورصالي فقالوا ماتصلحشي ..

و ربما تطول القائمة لو أعدّد كل من قالوا عنهم مايصلحوش بسبب معارضتهم للسيدة سهام بن سدرين ..

لقد ختم السيد زهير رسالته بقوله "و هذه الرسالة هي تبرئة لذمتي أمام الله و تجاه الوطن و أمام مجلسكم الموقر" .. فهل يعقل أن تكون هذه الرسالة وشاية وهي موجهة إلى مجلس النواب ، مما يعني احتمال عرضها على النواب للمناقشة ؟ و هل يعقل توجيه مثل هذه التهمة القذرة ، دون أدنى تحفظ ، لمناضل لا أعرف عنه شخصيا بعد أية رذيلة ..عكس السيدة سهام ..للأسف الشديد ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ما ينشر بركن "قول مختلف" لا يلزم إلاّ صاحبه و لا يعبّر بالضرورة عن الخطّ التحريري لموقع حقائق أون لاين.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.