هبة حميدي-
بعد سقوط نظام بن علي أصبحت تونس تعيش على وقع عديد العمليات الإرهابية التي تعدّ غريبة على المجتمع التونسي، ضف الى ذلك أمواج هجرة الشباب التونسي الى بؤر التوتّر، وأمام هذا الانعراج الخطير للمجتمع، أطلق مركز دراسة الإسلام والديمقراطية مشروع “اليد في اليد لمكافحة التطور والارهاب”.
حقائق أون لاين التقت رئيس المركز رضوان المصمودي وتعرّفت من خلاله على أهداف المشروع ونتائجه،وكان معه هذا الحوار المقتضب:
لو تقدّم لنا فكرة عن هذا المشروع والأسباب التي دعتكم إلى طرحه؟
المشروع يهدف إلى مكافحة التطرّف والإرهاب، وتعزيز دور الفاعليين الدينينن المحلّيين (الأئمة) في التصديّ لظاهرة التطرف العنيف وتكوينهم على مستوى التواصل وحل النزاعات، ومواجهة خطاب التطرّف العنيف من خلال تطوير ونشر فكر إسلامي معاصر.
وكما يعرف الجميع فإنّ ظاهرة الإرهاب ظاهرة خطيرة استقطبت في وقت من الاوقات عديد الشباب التونسيين، ونحن نسعى الى مقاومة هذا الخطر الذي دمّر عديد الدول الاخرى والشعوب القريبة والمجاورة لنا.
وفي تقييمنا فإنّ مقاومة فكر الارهاب والتطرّف، تنطلق من خلال نشر قيم التسامح والاعتدال وقيم الإسلام الصحيح الوسطي الذي يحث على التعايش واحترام الاخرين وينشر قيم المواطنة.
لذلك اشتغلنا منذ 3 سنوات تقريبا، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية في تكوين الأئمّة على الخطاب المعتدل ومكافحة التطرف، يعني كيفيّة تطوير قدرة الائمّة على مخاطبة الناس خاصّة الشباب، وإقناعهم بأن العنف والتطرف ليس من الإسلام.
كما نسعى إلى تكوين الإمام في حلّ النزاعات، نريد أن يكون للإمام دور في مجتمعه، عبر القدرة على حلّ الخلافات والنزاعات بالمدينة أو القرية التي ينتمي إليها.
عندما فكّرتم في المشروع، هل كان لديكم عدد حول الإرهابيين التونسيين أو الأئمة غير المعتدلين، على ماذا انبنى مشروعكم؟
نحن نعرف أنّه من 2012 إلى 2015، كان الوضع في البلاد وفي المنطقة ككلّ متوتّرا فالوضع ليس خاصّا بتونس، وبسبب انعدام الثقة واليأس يجنح أحيانا الشباب إلى العنف والتطرف، والأئمّة لهم دور كبير خاصة أنه لنا تقريبا 5000 جامع، وبالتالي 5 آلاف إمام يمكنهم إقناع الشباب بأنّ الارهاب والتطرف منافيان للدين.
توجّهتم للسّجون؟
لم نتوجه
هل يوجد برنامج؟
ربما مستقبلا، لكنّنا اليوم نركّز على الائمة والمساجد في 5 ولايات، وهي تونس الكبرى ( تونس، أريانة، منوبة، بن عروس) وبنزرت والقيروان، القصرين ومدنين.
لديكم برنامج لتحييد المساجد؟
أكيد، في التكوين نؤكد أنّ الامام لا يجب أن يلتزم بالحياد ولا يدخل تحت سقف الأحزاب السياسية، نحن شعب مسلم والإسلام قاسم مشترك بين جميع التونسيين، والإمام يجب ان ينشر قيم الاعتدال ويوحّد التونسيين.
كيف تقيّمون نتائج المشروع؟
نتائج إيجايبة جدا، وجدنا تفاعلا كبيرا من قبل الأئمّة ورغبة في التكون وتطوير آلياتهم، وكذلك الوزارة.
الوزارة تعاقب عليها عديد الوزراء منذ انطلاق مشروعكم، من هو الوزير الأكثر تجاوبا والأقل تجاوبا؟
الكل كانوا متجاوبين ويدعمون المشروع، ولنا لقاءات دوريّة لتقييم البرنامج وللبحث عن امكانية تطوير الاخلالات.
الشأن الديني سبق وتمّ إهماله، ولا بد من تدارك الضعف الديني، عندما يكون الشاب مشبعا بالدين لا يمكن أن يتم استقطابه من قبل متطرف عبر آيات خارجة عن سياقها.
التقيتم ببعض الاحزب للتعريف ببرنامجكم هذا؟
لا لم نلتق مع الاحزاب، قمنا بندوات مفتوحة للجميع لككنا لم نتصل مباشرة بالأحزاب حول هذا الموضع.