قال رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في حوار أدلى به صباح اليوم الخميس للقناة الخاصة الفرنسية “سي نيوز”، إن الاحتجاجات التي عمّت في تونس خلال النصف الأول من شهر جانفي الماضي، هي احتجاجات عادية وتعبير عن مطالب الشباب لحقه في العمل، مشيرا إلى أن الدولة تتفهم هذا الأمر “لأننا في نظام ديمقراطي يكفل حرية التظاهر والتعبير”.
وأضاف رئيس الجمهورية في هذا الإطار أنه يتوجب على المسؤولين إيجاد الحلول لمسألة التشغيل وخلق فرص العمل للشباب وعلى ضرورة أن يتلاءم التكوين مع سوق الشغل، باعتبار أن الكثير من المشاكل الحاصلة الآن لدى الشباب تعود إلى عدم تلاؤم هدا التكوين مع فرص العمل الموجودة، مبرزا أنه يعلم تماما ما يعانيه الشباب سيما في الأحياء الشعبية.
وأكد أنه لم يتم إيقاف المحتجين بل فقط من اعتبرهم “مخربين”، مشددا على أن كل الإيقافات تمت بأذون من وكيل الجمهورية ولا دخل لوزارة الداخلية فيها.
وفي ما يتعلق بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تونس، شدد رئيس الدولة على أن العلاقات التونسية الفرنسية كانت دائما ممتازة وأن زيارة الرئيس الفرنسي الحالية ستعطي انطلاقة جديدة لهذه العلاقات التي “ستبنى على أسس جديدة”، مبينا أن الاتفاقات التي تم امضاؤها بين البلدين والمحادثات التي جرت مع نظيره الفرنسي تمحورت أساسا حول الشباب التونسي وسبل دعمه وتطوير آفاقه إذ أن “تونس تحتاج إلى جميع دول أوروبا، وعلينا أن نتحدث بصراحة عن المشاكل التي يجب حلّها”.
وأشار من جهة اخرى إلى أن سياسة التوافق نجحت في تونس على الرغم من أنها “من أصعب ما يكون” وتواصلها أمر جيد لتونس، مبرزا أن التوفيق بين الإسلام والديمقراطية في تونس “امر نادر” وأن تونس هي البلد الوحيد الذي يتميز بإسلام منفتح وبتعدد الأديان، قائلا في هذا الاطار “ولئن كان الشعب التونسي في أغلبيته العظمى يدين بالإسلام فإن الدولة مدنية حسب ما ينص عليه الدستور التونسي.”
وعن تحويل الديون الفرنسية المتخلدة بذمة تونس الى مشاريع تنموية بين رئيس الجمهورية أن هذه الديون تقدر ب2 مليار دينار وقد تم تحويل جزء من هذه الديون التي تقدر ب60 مليون اورو في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند ، كما تم تحويل جزء آخر يقدر ب30 مليون مضيفا أن المشكل الكبير الذي يعترض التنمية يتمثل في عزوف رجال الأعمال عن الاستثمار في الجهات الداخلية التي لا تزال تعاني من التهميش.
وفي ما تعلّق بصندوق النقد الدولي، أكّد رئيس الدولة على أن تونس تحترم تعهّداتها والتزاماتها تجاه الصندوق، مشيرا في هذا الإطار إلى وجود ما وصفها “بالكثير من المغالطات” في علاقة تونس بهذا الصندوق قائلا في هذا الصدد “نحن نعرف مشكلاتنا جيدا ونعرف كيف نتعامل معها .. ويجب توفير الإمكانيات اللازمة لمواجهة التغيرات التي تعيشها تونس”.
ولدى تطرقه الى خطر الإرهاب، بين قائد السبسي أنه ليس هنالك أية دولة بمنأى عن خطر هذه الآفة قائلا ” لدينا تعاون وثيق مع الكثير من البلدان على غرار فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا أن “نجاح تونس في الحرب على الإرهاب يعني تجنيب البلدان الأوروبية الكثير من المتاعب”.