دورة جديدة من أيام قرطاج الكوريغرافية.. الرقص تعبيره لا تعترف بحدود

 يسرى الشيخاوي

تعود أيام قرطاج الكوريغرافية في دورة جديدة بقيادة الكوريغراف سليم بن صافية من الرابع إلى الحادي عشر من جوان المقبل ، دورة جديدة تحتفي بالرقص والجسد الراقص وتعلن هذا الفن تعبيرة لا تعترف بحدود وهو الذي  يصيغ الواقع وقضاياه الممتدة في الزمان ويكتب الثورات بخطوات يحفظها الأثير.

هذه الدورة الرابعة  تتيح المجال للكوريغرافيين من تونس ومن خارجها ليعبروا عن هواجسهم وتمثلاتهم للواقع ويشكلون عوالمهم عبر رقصات بثوا فيها من أرواحهم وتجاربهم، كما أنها فضاء لورشات تدور حول الرقص ولقاء مهنية تجمع مهنيي هذا القطاع.

فرصة للتعرف أكثر على الرقص بعيدا عن الكليشيهات

عن أيام قرطاج الكوريغرافية قال مدير عام المؤسسة الوطنية لتنمية المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية يوسف الأشخم إنها ستكون فرصة أخرى تتيح لمتابعيها التعرف أكثر على الرقص بعيدا عن الكليشيهات، ليكون وسيلة إبداعية ونافذة نرى بها العالم بزوايا نظر أرحب.

وأضاف في " هذه الدورة أن نوجه دعوة للراقصين والكوريغرافيين إلى إبراز أعمالهم ومشاريعهم الفنية وعرضها لأكبر جمهور ممكن وأن يفصحوا عن أغوار هذا الفن وأن يعرفوا به أكثر"، مشيرا إلى أن التعبير بالجسد هو فعل موجود في الرقص العصري والكلاسيكي وموجود أيضا في كل ماهو وجودي أو روحي، وما الرقص الصوفي وحركات الدراويش إلا انعكاس وتمظهر لذلك.

وتابع بالقول "هذه الدعوة التي نوجهها للراقصين ستمكن الجمهور وخاصة الشباب من التعرف أكثر على فحوى العروض والغاية منها وفهمها، وستعطي للشباب إمكانية اختيار الرقص كوسيلة للتعبير عن نفسه وأفكاره وأن يكون الجسد الراقص جسرا للتعبير كما اختار غيره الموسيقى أو الرسم والشعر."

منصة احترافية واتجاه فني جديد

من جهته قال المدير الفني للمهرجان سليم بن صافية إن "الدورة الرابعة من أيام قرطاج الكوريغرافية تعيد إلينا حرارة اللقاء المباشر ومتعة التفاعل الحي مع الجمهور داخل القاعات" مشيرا إلى معاناة الفنانين في الفترة الماضية من تأثيرات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على المهرجان وختمت ضرورة أن يكون رقميا.

وأضاف بن صافية "نحتفي خلال هذه الدورة بـ 24 عرضا داخل القاعات وفي الفضاءات العامة ونستقبل 22 فنانا كوريغرافيا من فرنسا وكندا وفلسطين وبوركينا فاسو ومصر مع التركيز على التعريف بإبداعات فن الرقص في تونس والاقتراب من
هواجس الفنانين الكوريغرافيين ومطالب القطاع والمهنة."

وتابع بالقول "تسعى الدورة الرابعة من مهرجان أيام قرطاج الكوريغرافية إلى أن تكون منصة احترافية بامتياز يلتقي مديرو المهرجانات والمشرفون على مؤسسات التعاون الثقافي والفنانون ضمن فعاليات  موائد مستديرة لمناقشة  مواضيع معاصرة  بالإضافة إلى ورشات تطبيقية لاكتشاف عالم الرقص عن قرب والتعرف على الراقصين بطريقة مختلفة وفي تأسيس التجاه فني جديد، تسعى هذه الدورة إلى برمجة لقاءات واكتشافات واعدة وتحقيق شراكات مثمرة. "

أهداف أيام قرطاج الكوريغرافية..

في دورتها الجديد تستمر أيام قرطاج الكوريغرافية في تحقيق عدد من الأهداف على غرار تعزيز حضور ثقافة الفن الكوريغرافي في تونس وتعريف الجمهور التونسي بالإبداعات الفنية المحلية والعالمية في فنون الأداء والكوريغرافيا.

ومن بين أهداف المهرجان، وفق ما ورد في الملف الصحفي الذي تلقت حقائق أون لاين نسخة منه، دعم البعد الاقتصادي لقطاع الرقص وتنزيله المكانة التي يستحقها في نشر إبداعات الفنون الحيّة وإرساء صناعة ثقافية لتكون قاطرة للتنمية اإلقتصادية فتح باب التبادل والتعاون بين الهياكل الدولية والتونسية وبعث منصة للتبادل بين المحترفين والفنانين الكوريغرافيين.
ومن ضمنها، أيضا، تمرير معارف الرقص وخبرات التكوين إلى الهواة والمحترفين وتقريب الجمهور غير المختص من الثقافة الكوريغرافية وفنون الجسد والاستجابة إلى حاجة الجمهور التونسي الذي يهوى فن الرقص والنهوض بالمشهد الكوريغرافي التونسي وتقنين الاعتراف المؤسساتي والدولي بفن الرقص باعتباره ممارسة فنية قائمة بذاتها.

العروض والورشات واللقاءات

سيكون جمهور أيام قرطاج الكوريغرافية على موعد مع ثلاثة عشر عرضا  تونسيا وستة عروض فرنسية وعرضين كنديين وعرض فلسطيني وعرض مصري وعرض من بوركينا فاسو، بالإضافة إلى سبعة لقاءات وسبع ورشات.

ومن بين العروض "ميزان" لإلياس التركي (تونس) و"خروج" لحسام الدين عاشور (تونس) و"النقطة العمياء" لمنى بن الحاج زكري وإبراهيم جمعة (تونس سوريا)، و"بونداج" لآمال العويني (تونس)، و"سولو" لرمز صيام (فلسطين)، و"حديث مع أمي" لأقيبو بوقوبالي سانو (بوركينا فاسو) و"نفس جديد" لنسرين بن عربية(تونس)ضمن قسم "خطوات".

وضمن قسم "كوريغرافيون تونسيون" تحضر عروض  "معالي المواطن"  لقيس بولعراس(تونس) و"كوافوز" لمروان الروين (تونس) و"ربوخ" لوائل مرغني (تونس)،
و"فعل (أفعال) وعرق" لحمدي الدريدي (تونس/ فرنسا)و"وقتان، 3 حركات"  لعائشة مبارك وحفيظ ضو مع ستيفاني بينونو روالندو روشا (تونس /فرنسا) و"نحن غدا" لسهام بلخوجة (تونس) و"ودوني PROGRESS IN" لعماد عمارة (تونس).
وفي قسم "كوريغرافيون من العالم" تحضر عروض "عناق والتباس" لفيليب مونييه  وإيان ياورسكي (كندا) و"ثلاثي" لزياد مدحت ومهند عزام وزياد والس (مصر) و"احتكاك"  لفيليب مونييه وإيان ياورسكي (كندا) و"تنكر" لسيديرك شيرديل (فرنسا) و"احذر من المياه الراكدة"  لإيفان الكسندر (فرنسا) و"زاك ريتميك" لهالة فطومي وإيريك المورو (فرنسا /تونس/ المغرب)

 

الافتتاح والاختتام والتكريم.. 

في حفل افتتاح أيام قرطاج الكوريغرافية في دورتها الرابعة سيكون الجمهور على موعد مع عرضي بلدي يا بلدي لرضوان مدب (فرنسا تون)  و"سلام" لعماد جمعة (تونس)  فيما يحضر عرضي "سيرك أبيض وأسود" لنوال سكندراني (تونس) و"أكزاك" لهالة فطومي وإيريك المورو (فرنسا) في حفل الاختتام.

ومن المنتظر، في هذه الدورة تكريم الكوريغراف عماد جمعة لما بذله من عطاء للفن والرقص ولما تركه من بصمات في عوالم الكوريغرافيا وهو الذي تقلّب بين الرقص الكلاسيكي إلى الرقص المعاصر في مسيرة انطلقت منذ الثمانينات ورافقتها رغبة في نرك أثر في هذا المجال إذ بعث "مسرح الرقص" عام  1989وفي عام 1998أنشأ مشروع المركز الكوريغرافي المتوسطي في تونس.

ومن بين أعمال الكوريغراف الذي نقل شغفه إلى راقصين تتلمذوا على يده "ليلة بيضاء" (1992) و"أولاد البطحة" (1999) و"تونسي" (2008 ) و"صولو" (2018).

يشار إلى أن فعاليات المهرجان ستجري في مسرح الأوبرا تونس بمدينة الثقافة ومسرح الجهات بمدينة الثقافة والمسرح الوطني التونسي الحلفاوين وقاعة الفن الرابع ومسرح الحمراء ومسرح الريو وشارع الحبيب بورقيبة.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.