دروس في وداع جلبار نقاش

 يسرى الشيخاوي- 

وهو حاضر بجسده قدّم المناضل والمفكّر اليساري جيلبار نقاش دروسا كثيرة في الحرية والديمقراطية وحب الوطن وأشياء كثيرة أخرى، وحينما رحل لم ينفك يخط تفاصيل جميلة عن التسامح والتعايش.

كان تونسيا دفعة واحدة، تونسيا لا غير بعيدا عن كل التصنيفات الايديولوجية او الدينية، وحينما عانقت روحه السماء توشّح جسده الذي قارع الديكتاتورية والاستبداد براية تونس.

وفي وداع جيلبار نقاش في باريس درس عنوانه تونس التسامح، تونس الجامعة لكل المختلفين، تونس التي وهبها الراحل عمره ونقش في تاريخها اسمه بحروف من حرية لا تعترف بحدود.

أمام هيبة حضوره سقطت كل الاختلافات وتوحّدت كل المعتقدات تبكي رجلا أعطى الكثير ولم ينتظر مقابلا، وبين من تلا الفاتحة ومن أصدح بالترنيمات والتراتيل تناثرت دعوات الرحمة من كل الديانات.

دروس كثيرة تتهادى في الوداع الأخير، منها أن الصادقين فقط يجمعون حولهم كل المختلفين وهم فقط من يحظون بحب أجيال وأجيال، وأن التاريخ لا يخلّد إلا من آمن حقا بالحرية وفداها بروحه.

رحم الله جيلبار نقاش كان أعظم من الحياة وأبعد من الحرية

 

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.