خطير: تونس لا تراقب البلاستيك المورّد؟!

هبة حميدي-

في ظل إنتشار إستعمال العلب والحاويات البلاستيكية، خاصة في الاستعمالات الموجهة للأطفال والاقبال الكثيف على المنتوجات المعروضة في السوق الموازية، ووجود عديد العلامات الموردة في السوق التونسية والتي تبدو مجهولة المصدر، يطرح السؤال حول طريقة صنعها ومكوناتها ومدى تاثيرها على صحة الانسان.

 

وتأتي هذه المخاوف، خاصّة مع سنّ عديد التشريعات على المستوى الدولي وخاصة في دول الاتحاد ألاوروبي خلال الفترة الاخيرة والتي تدعو للحد من إستعمال المواد البلاستيكية الموجهة للف وتعليب الاغذية، وأهمية مراقبة مكوناتها، نظرا لوجود شبهة في إنتقال مكوناتها الكميائية إلى الاغذية.

 
ونظرا لانخفاض سعر هذه المواد المعلبة، بحث المعهد الوطني للاستهلاك في مدى تطابق المواد البلاستكية التي تستعمل للمواد الغذائيّة بشروط الصحّة واحترامها للتراتيب المعمول بها في مجال التأشير وخاصة مدى احترامها لمقتضيات الفصل 3 من الامر عدد 1718 لسنة2003 المؤرخ في 11 اوت2003 المتعلق بضبط المقاييس العامة لصنع واستعمال وتجارة المواد والاشياء المعدة للاتصال بالمواد الغذائية، وقد شمل البحث المساحات التجارية الكبرى ومحلات بيع البلاستيك والاسواق بالعاصمة.
 
ولضمان سلامة هذه المواد البلاستيكيّة يجب ان يكون المواد البلاستيكيّة مصحوبة بهذه العناصر.
 
بيانات متعلقة بالمواد والأشياء:
 
وضع عبارة "معد للاتصال بمادة غذائية" أو "يناسب مادة غذائية"، أو عبارة خاصة تبين غاية الاستعمال، أو بلد المنشأ.
 
بيانات متعلقة  بالمصنع او المرود:
 
ذكر اسم المصنع او المورد أو التسمية الاجتماعية وعنوانه أو مقره الاجتماعي، مرجع الشهادة الصحية للاستعمال المنصوص عليها بالفصل السابع من هذا الأمر (الامر عدد 1718 لسنة2003)، ويجب أن تكون اللغة العربية إحدى اللغات المستعملة في كتابة البيانات بحروف واضحة تسهل قراءتها وبحبر لا يمكن محوه.
 
وبذلك فإن "المواد والاشياء" التي لم تتحصل على الشهادة الصحيّة للاستعمال، غير مطابقة وتعرض صحة المستهلكين وسلامتهم للخطر، كما تعتبر المنتجات الغذائية المعبأة في هذه "المواد والاشياء"، غير صالحة للاستهلاك.
 
وقد اهتم البحث أساسا بمسألة التأشير لهذه المنتجات، ومدى توفر المعلومات والبيانات اللازمة لفائدة المستهلك حسب ما اقتضاه التشريع التونسي.
 
وقد تبين بعد عملية البحث أن كل العينات التي تمت معاينتها على مستوى مسالك التوزيع المنظمة أو غير المنظمة لا تحتوي على مرجع للشهادة الصحية.
 
وتم تسجيل 18 عينة فقط من جملة 136عينة أي بنسبة 13 % تمت معاينتها بمسالك التوزيع المنظمة، تستعمل اللغة العربية ببطاقة التأشير، أما بمسالك التوزيع غير المنظمة تمت معاينة 2 عينات فقط من جملة 74 عينة تحمل اللغة العربية ببطاقة التأشير.
 
في حين رصدت 8عينات من جملة 136عينة موردة أي بنسبة 5 % تحمل تسمية وعنوان المورد وأغلبها موردة من تركيا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، في حين لم يتمّ رصد عينة موردة بالأسواق غير المنظمة تحمل التسمية الاجتماعية و عنوان المورد.
 
وتم رصد 5 عينات من جملة 136 عينة أي بنسبة 3%تم معاينتها بمسالك التوزيع المنظمة  لا تحمل بطاقة تأشير ، في حين تمت معاينة 28 عينة أي بنسبة 37 % بالأسواق غير المنظمة لا تحمل بطاقة تأشير و أغلبها مصنعة في الصين. 
 
وبعد هذا البحث دعا المعهد الوطني للاستهلاك إلى إخضاع المواد والأشياء الموردة والمعدة  للاتصال بالمواد الغذائية، للمراقبة الفنية عند التوريد وتفعيل وجوبيه الحصول على شهادة الصحية  للاستعمال من طرف وزارة الصحة قبل الحصول على رخصة عرض استهلاك""AMC.
 
إذ أنه من المفارقات أن لا تخضع هذه المواد الموردة إلى المراقبة الصحية، عكس المنتجات محلية الصنع ، خاصة وأن الفصل 30 من الأمر المذكور أعلاه ينصّ على أن "المواد والاشياء" التي لم تتحصل على شهادة صحية للاستعمال، غير مطابقة وتعرض للخطر صحة المستهلكين وسلامتهم، كما تعتبر المنتجات الغذائية المعبأة في هذه "المواد والاشياء"، غير صالحة  الاستهلاك،وفق ذات المصدر.
 
وخلص البحث الى انّ الية المراقبة الصحية ستمكن من الحد من توريد هذه المنتجات التي غزت عديد الأسواق وأصبح لها مجالات مخصصة، خاصّة مع تطور قيمة الواردات من المواد البلاستيكية المخصصة  للاستهلاك الأسري من 12.5 مليون دينار سنة 2010 إلى 39.8 مليون دينار سنة 2017.
 
 
ودعا الى تكثيف عمليات المراقبة من طرف الهياكل المعنية بالمراقبة الصحية حول جودة وسالمة المواد والاشياء المعدة للاتصال بالمواد الغذائية المروجة بمسالك التوزيع المنظمة و غير المنظمة،والتنسيق مع الهياكل المعنية، كالمركز الفني للتعبئة و التغليف PACKTEC من أجل وضع خطة إجراء جميع اختبارات الهجرة )migration de tests )بدقة كافية لجميع المواد التي لا تتوفر فيها بيانات أو يكون مصدرها مجهول.
 
 
 
 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.