يسرى الشيخاوي-
الجنون والعبث والتمرّد وكل تلك الأشياء المارقة عن خانات التفكير تتجلى في اللوحات التي تخلقها انامل محمد البرصاوي، الإنسان والفنان العاشق للون والصوت والمتشبث بالموسيقى والرسم ملاذا من ادران الحياة.
في لوحاته يتوحّد مع الألوان والخطوط ويتحرر من كل الأصفاد التي ترهق الروح والذاتّ، يروي حكايات عايشها وأخرى وليدة الإلهام بأسلوب غير مباشر يتماهى فيه الفني والإنساني والوجودي.
في انسيابية ألوانه وطريقة تجسيده للخيال والواقع من حوله سحر يغرقك في هالة من التفكير والتفكّر، وفي لحظة تماه تغدو الحروف ذواتا راقصة تعانق الاثير وتعانق وتلامس السماء.
ألوان نابضة بالحياة والأمل والرغبة والإرادة تماما كمن بعث فيها الحياة، لوحات كافرة بالسائد والمألوف تحتمل تفاصيلها أكثر من تأويل، قيم ضوئية وتدرجات لونية يرسم بها معزوفات ساكنة بكل ما أوتيت الحياة من صخب.
مع لوحاته المتحررة من كل قيد ينصهر محمد البرصاوي ويجوب داخله ويتعدّاه ليخترق كل الحدود التي تحاوطه، وكما يستنطق "الديدجيريدو" حينما يبث فيه أنفاسه يسائل الألوان والضوء والخطوط.
"اسرافيل" الكنية التي أوجدها لنفسه، وهو الذي ينفخ الروح في الألوان وفي الموسيقى لتصير تعبيرات عن أحاسيس ومشاعر متناقضة، تعبيرات تختزل الحياة بمختلف تلويناتها.