دعت "الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني"، الفنانة التونسية آمال المثلوثي لإلغاء جولتها الفنية المرتقبة بالأراضي الفلسطينية المحتلّة، التي ستشمل إحياء حفل غنائي يوم 6 جويلية الجاري بمدينة القدس المحتلّة ضمن فعاليات مهرجان “ليالي الطرب في قدس العرب” وسهرة فنية ثانية يوم 8 جويلية بمدينة رام الله المحتلّة.
ووجّهت الحملة في رسالة مفتوحة إلى آمال المثلوثي نداء حتى تكون في "مستوى اللحظة التاريخية وأن تستجيب لنداء المقاطعة ومناهضةِ التطبيع، وأن تكون قدوةً للشباب التونسيّ والعربيّ في رفضِ الاعتراف بالكيان الصهيونيّ والالتزام الملموس بدعم القضية الفلسطينية".
وفي ما يلي نص الرسالة المفتوحة:
رسالة مفتوحة إلى آمال المثلوثي: غناؤك في الأراضي المحتلّة تطبيعُ مع الاحتلال
تحيّة وبعد،
يهمّنا في الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، التوجّه إليكِ بهذه الرسالة المفتوحة على ضوء اعلانك اقامة حفل غنائي في القدس المحتلّة يوم 6 جويلية الجاري ضمن مهرجان "ليالي الطرب في قدس العرب". كما تنوين احياء حفل آخر في رام الله بعد ذلك بيومين.
لإقامةِ الحفل المُزمع، يحول بينكِ وبين القدس تصريحٌ من سلطات الاحتلال الصهيونيّ. هو في الحقيقة ضربٌ من المُساومة بين إقامةِ حفلٍ موسيقيّ تحت شعار "فكِّ الحصار الثقافيّ عن الفلسطينيين"، وبالتالي التوقيع على ورقة اعترافٍ بسيادة الاحتلال على أرض فلسطين وبشرعيةِ الاستيطان، وبين المقاطعة وإلغاءِ العرض والانتصار لدماء الشهداء ومن هُجِّروا قسرا.
لئن كانت النيّة هي فكُّ عزلة الفلسطينيين فإنّ واقع الأمر هو على العكس من ذلك. إذ أنّ دخولك إلى القدس المحتلّة يقتضي تسليم جواز سفركِ إلى ضابطٍ إسرائيليّ لُطِّخَت يداه بدماء الفلسطينيين، كما يجري حاليا في مخيم جنين، ليسلّمك تصريحًا خاصًا يسمح لك بدخول القدس المحتلّة. ونفس الأمر ينطبق أيضا على دخول باقي مدن الضفة الغربية المحتلّة.
قبل ذلك، سيقع البتّ في طلبك من الجسمِ العسكريّ الصهيوني المسمّى بـ"الإدارة المدنية" حيثُ يتم تقرير دخولكِ من عدمه. ويكون ذلك نتيجة لبحث وتنسيق أمني واستخباراتي بين الأجهزة الصهيونية وأجهزة السلطة الفلسطينية وأجهزة دولة جواز السفر الذي تستعملينه. ومعلوم أنّه لا يقع التصريح بالدخول سوى لمن لم يُعرف عنهم موقف جذري من التطبيع مع الكيان الصهيوني أو دعم مقاومة الفلسطينيين له.
يعني ذلك أنّ إقامة حفلك مرهون بموافقة السلطات الإسرائيلية، التي قد لا ترفض طلب عبوركِ سعيا لتعزيز رواية التعايش السلميّ بين أصحاب الأرض ومحتلّيها وتأكيدا باطلا على أنّ الفلسطينيّين يعيشون في "وضعٍ طبيعي/سلمي" ودليلُ ذلك إقامتهم لمهرجانات وإستقبالهم لزوارٍ عرب إلخ. وهذا ما يُعد تزييفا للوعي العربيّ وتطبيعا مُقَنَّعًا في ظل تقتيلٍ وتهجيرٍ وتضييقات أمنية، متواصلة ومتزايدة، على عبور الفلسطينيين أنفسهم إلى مختلف مدن الضفة الغربيّة، وبدرجة أخصّ إلى القدس المحتلة.
هل يُعقل يا ترى أن تقبلي أنت الفنانة التونسية العربية بدخول الضفة الغربية المحتلّة في الوقت الذي يُمنع فيه من ذلك أبناء قطاع غزّة واللاجئون الفلسطينيون؟ بل إنّ أبناء الضفة أنفسهم ممنوعون في كثير من الأحيان من دخول القدس المحتلّة!
في الوقت الذي تتصاعد فيه المقاومة الباسلة لأحرار الشعب الفلسطيني في مخيمات الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة الصامد، فإنّ المطلوب من فنانة عربية ذات اشعاع عالمي مثلك هو التعريف بالمظالم التي يتعرض لها الفلسطينيون والتأكيد على عدالة قضيتهم، وليس المساهمة في مسار التطبيع المٌقنَّع، الذي انخرط فيه للأسف بعض الفنانين والمثقّفين العرب بتشجيع من السلطة الفلسطينية المتعاونة مع الاحتلال، وبعض المجتمع المدني القريب منها.
يهمّنا في الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيونيّ التأكيد على أنّه ليس للختمِ الاسرائيليّ على جواز سفركِ سوى معنى واحد يسعى الكيان لترويجه: "هذه الأرض لنا وعلى أنقاضِ الفلسطينيين شيّدنا دولتنا ونحنُ من نُشرّعُ دخولكِ من عدمه." وأنّ الفعاليات الثقافية التي تتطلبّ إقامتُها التطبيع مع الكيان الصهيونيّ هي إحدى الآليات الصهيونية الذي يستعملها هذا الكيان لتمرير مخطّطاته الاستيطانية والتغطية على جرائمه اليومية في حقّ الفلسطينيّين. كما يهمنا التذكير بالأثر الإيجابي الكبير للانتصارات التي لطالما حققتها حملات مقاطعة الكيان الصهيوني ورفض التطبيع معه، وقد انخرط فيها موسيقيون مرموقون عربيا ودوليًا، ودورها في فضح حقيقة احتلاله الاستيطاني العنصري لفلسطين المحتلّة على مستوى العالم، وفي عزله اقليميا ومنعه من التغلغل في مجتمعاتنا وتصفية الحقّ الفلسطيني، أو تمييعه وتزييفه في وجدان ووعي شعوبنا. وهذا هو الهدف الرئيس لمسار التطبيع برمّته.
ختامًا، ندعوك إلى أن تكوني في مستوى اللحظة التاريخية وأن تستجيبي لنداء المقاطعة ومناهضةِ التطبيع، وأن تكوني قدوةً للشباب التونسيّ والعربيّ في رفضِ الاعتراف بالكيان الصهيونيّ والالتزام الملموس بدعم القضية الفلسطينية.
#زيارة_الضفة_المحتلّة_تطبيع
#لا_للتطبيع_المُقنَّع
#المقاطعة_مقاومة