بـسام حـمدي-
اعتبر زعيم الجبهة الشعبية حمة الهمامي أن مسألة الحريات الفردية أثيرت في تونس في فترة تمر بها البلاد بمناخ اقتصادي وسياسي واجتماعي غير مستقر لأغراض سياسية تتنافس حولها كل من حركة النهضة والباجي قائد السبسي ملاحظا أن التقرير الذي أعدته لجنة الحريات الفردية والمساواة منقوص وبه عدة هنات.
ويرى حمة الهمامي أن قضية الحريات الفردية في تونس قضية تاريخية ناضلت من أجلها القوى التقدمية في وقت لم تكن فيه حركة النهضة والباجي قائد السبسي يؤمنان بهذه الحريات.
وتؤكد الجبهة الشعبية أنّ الحريّات الفرديّة وكرامة البشر، مثلها مثل المساواة، مسألة مبدئيّة لا يمكن أن تخضع لأيّ شكل من المناورة أو المساومة أو الحسابات “الانتخابويّة”الضيّقة أو التدخلات الأجنبية.
الحريات الفردية ورقة صراع
وقال حمة الهمامي، وهو المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية اليسارية، في حوار مقتضب مع حقائق أون لاين إن “مسألة الحريات الفردية أثيرت في مناخ سياسي واجتماعي واقتصادي غير مستقر لاستعمالها كورقة صراع ما بين حركة نداء تونس والنهضة”.
وشدد الهمامي على أن حركة النهضة ورئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لا يدافعان عن الحريات الفردية وانما يطرحانها اليوم من زاوية التجاذبات ولأغراض سياسوية، وفق قوله.
كما قال “أكبر دليل على أن مسألة الحريات الفردية أثيرت كورقة صراع هو ما قاله رئيس الجمهورية في خطابه من أن بعض الأحزاب أكدت له أن هذه المسألة ليست أولوية من أولويات المرحلة الراهنة”.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية أن قضية الدفاع عن الحريات الفردية قضية أساسية ناضلت من أجلها الحركات التقدمية منذ سنوات وكانت محورا من محاور التباين في النضال في العهود السابقة بين المعارضين، مشيرا الى أن حركة النهضة كانت تدافع فقط عن الحريات العامة وتتغافل عن الحريات الفردية.
واعتبر الهمامي أن الباجي قائد السبسي وجماعة النهضة لم يفعّلوا البنود والأحكام المضمنة في الدستور والمتعلقة بالحريات الفردية ولم يحولوها الى مشاريع قوانين لأنهم لم يكافحوا ولم يناضلوا من أجلها.
ويطرح الدستور التونسي الذي تمت صياغته بعد الثورة مسألة احترام الحريات الفردية في عدة بنود وفصول، حسب رأي حمة الهمامي.
تحركات لإبعاد الحريات الفردية عن المزايدات السياسية
وبخصوص تحركات الجبهة الشعبية للمطالبة باحترام الحريات الفردية ووقوعها فقط بعد صدور تقرير لجنة الحريات الفردية، قال الهمامي إن هذه القضية أثيرت لغايات سياسية لكن لا يمكن للقوى الديمقراطية أن تبقى في صفوف المتفرجين، مبرزا أنها (القوى الديمقراطية) مستعدة لاعادة مسألة الحريات الفردية الى مسارها الصحيح وابعادها عن المزايدات السياسية وربطها بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تقرير لجنة الحريات الفردية منقوص
وفي ما يخص موقفه من مضمون تقرير لجنة الحريات الفردية، قال زعيم الجبهة الشعبية حمة الهمامي إن هذا التقرير به عدة نقائص وهنات ملاحظا أنه لم يتم الحسم في مسألة المساواة في الميراث في هذا التقرير وتم وضع فرضيتين اثنتين تخصها.
وانتهى بالقول ” كل تيار فكري من حقه أن يناقش ويدافع عن مواقفه في مسألة الحريات الفردية لكن بأسلحة فكرية و بعيدا عن نقاشات التهديد والوعيد والدعوات الى العنف”.
