قسم الاخبار-
حذر تقرير أعده معهد دراسات الحرب (ISW)، وهو مؤسسة أبحاث غير حكومية مقرها واشنطن، بعنوان "عودة داعش الثانية: تقييم تمرد داعش المقبل"، من أن التنظيم الإرهابي (المحظور في روسيا ودول أخرى) لم يهزم ويستعد للعودة مجددًا وعلى نحو "أشد خطورة" في كل من العراق وسوريا.
ويرى مراقبون أن التقرير يهدف إلى التمهيد لإعادة التنظيم من جديد من جانب القوى الداعمة له لتأجيج الأوضاع في المنطقة بعد فشل الولايات المتحدة في توجيه ضربة عسكرية لإيران نظرا لتكلفتها العالية، بينما إحياء تلك التنظيمات قد يكون أقل كثيرا في التكلفة.
حقيقتان
قال الدكتور حسام شعيب الخبير السوري في التنظيمات المسلحة لـ"سبوتنيك": "التقرير الأخير الذي صدر في الولايات المتحدة الأمريكية حول العودة القوية لداعش يكشف حقيقتين، أولهما أن الاستخبارات الأمريكية هي من صنعت داعش وهي القادرة على إعادة إحياء هذا التنظيم الإرهابي أو تنظيمات أخرى في المنطقة عموما".
وأضاف شعيب: "الحقيقة الثانية من قراءتنا لهذا التقرير، أن هناك شيء ما يتم تحضيره من جانب الولايات المتحدة وحلفائها لإعادة إحياء تنظيمات إرهابية في أرجاء المنطقة، وبشكل خاص عندما نتحدث عن تنظيم داعش الإرهابي".
ترويج إعلامي
وتابع الخبير السوري: "عندما يتحدث التقرير عن مقدور التنظيم على الدخول والوصول إلى مناطق الموصل والسيطرة عليها وبعض المناطق في شرق سوريا، هذا دليل على أن أمريكا لا تسعى إلى نشر السلام في المنطقة، وأن سحب داعش من الرقة "السورية" جاء بأمر استخباراتي وليس نتيجة قتال كما روج الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي، بأن خروج داعش من الرقة كان نتيجة قتال مع "قسد".
مخطط استخباراتي
وأشار شعيب إلى أن هذا "يكشف أيضا أن "قسد" هي جزء من المخطط الاستخباراتي الأمريكي في سوريا، حيث إن الولايات المتحدة بعد يقينها بالفشل في شن أي عملية عسكرية على إيران، باتت تدرك أن شن عمليات إرهابية أو إحياء تنظيمات إرهابية في المنطقة أقل في التكلفة عليها، بالإضافة إلى أنها ورقة تستخدم في الضغط على الأنظمة الممانعة للسياسات الأمريكية في المنطقة عموما".
تمدد التنظيم
واستطرد، قائلاً إن "إحياء تلك التنظيمات يهدف أيضا إلى إشغال جيوش المنطقة سواء كان في سوريا أو العراق وحتى إيران، لكن الخوف في الحقيقة في أن يصل التنظيم فيما بعد إلى الدول الإسلامية في شرق أسيا أو الدول التي كانت تتبع الاتحاد السوفياتي السابق، ولعل هذا هدف من أهداف الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الضغط على روسيا".
مصالح أمريكية
ومضى بقوله: "روسيا استطاعت في الفترة الأخيرة أن تفشل المخططات الأمريكية التي كانت تطمح للانفراد والهيمنة على العالم والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وبالتحديد في منطقة الشرق الأوسط".
واختتم، قائلاً إن "كل الدلائل تشير إلى أن المنطقة ليست ذاهبة في اتجاه التهدئة والسلام والاستقرار، بل تسعى الولايات المتحدة الأمريكية للإبقاء على الوضع متأججا من أجل مصالحها في المنطقة".