بسام حمدي-
نصب حبال المشانق ووضع صناديق خشبية لرفعه الى قبره مستعدا لمفارقة أطفاله بعملية انتحارية في مقر معتمدية جبنيانة، شهيد نعمان شاب تونسي يعانقه اليأس وأصبح يدفعه الى التفكير في وضع حد لحياته بالانتحار شنقا احتجاجا على تردي وضعه الاجتماعي وحجب راتبه عنه.
وأعد شهيد نعمان، وهو شاب أصيل معتمدية جبنيانة بولاية صفاقس وأب لطفلين،"معدات الموت" منتظرا لحظة انفراده بنفسه ليمنح روحه هدية لنفس أرهقها الفقر ومعاناة أطفاله من الجوع بعد حرمانه من أجره الشهري لمدة تصل الى حوالي 9 أشهر.
ويقول شهيد نعمان في تصريح لحقائق أون لاين "إنه يعمل حاجبا في البلدية طبقا لآلية تشغيل عملة الحضائر الذين تم انتدابهم بعد الثورة لكنه فوجئ بحجب راتبه عنه لمدة تسعة أشهر وإنه لم يعد قادرا على توفير قوت أبنائه حتى اضطرت زوجته للعمل في حضيرة بناء".
وحُجب راتب شهيد نعمان اثر التفطن الى كونه متمتعا بدفتر علاج لمداواة أطفاله وكان قد تحصل عليه بالاستعانة بشهادة فلاح يتملكها فقررت سلطة الاشراف )وزارة التنمية( عدم صرف راتبه مبررة ذلك كونه متمع بالتغطية الاجتماعية من مؤسسة أخرى.
وينفّذ هذا الشاب اعتصاما مفتوحا في مقر معتمدية جبنيانة منذ 20 يوما لكن السلطة لم تستجب لمطالبه وواصلت حجب رابته عنه، فاضطر حسب قوله للبدء في الاستعداد لانتحار شنقا في مقر المبنى الحكومي احتجاجا على تهميش الدولة له.
ويؤكد شهيد أنه حاول الانتحار في مناسبتين الا أن عائلته أنقذته ويضيف وعيانه دامعتين أنه سينتحر ويفارق عائلته ما لم تقم الدولة بتسوية وضعيته وصرف معاشه.
وبدأ أهالي المنطقة التي يقطن بها شهيد نعمان في جمع التبرعات له في محاولة لاثنائه عن وضع حد لحياته إلا أنه يصر وحسب قوله لـحقائق أون لاين على الانتحار ما لم يصرف له معاشه.