“حابسة وتمركي”…

 يسرى الشيخاوي- 


 "حابسة وتمركي"، تعبيرة عامية تحيل إلى استمرار المصاريف مقابل ركود المداخيل، ولا يوجد أبلغ منها للحديث عن حال بعض الفضاءات الثقافية في تونس إثر جائحة كورنا التي أنهكت كل القطاعات بما فيها الثقافي.
 
وفضاء مسار أحد الفضاءات التي أغرقتها كورونا في الديون وصارت استمراريتها في مهب وعود وزارة الشؤون الثقافية، فالحالة اليوم فيه تتلخص في " حابسة وتمركي"، التعبيرة التي عنونت بيانا صادرا عن الفضاء.
 
المكان الذي احتضن عديد الفعاليات الثقافية والفنية وكان قبلة للاطفال والشباب يلوذون بها من آفات المجتمع ينازع اليوم من اجل الاستمرار ولكن رياح الواقع تجري بما لا تشتهي سفن القائمين عليه.
 
لاتيار كهربائي ولا هاتف قار ولا جوال ولا خدمات انترنت في فضاء مسار، كلها انقطعت لعدم تسديد الفواتير وسط غياب استراتيجية واضحة من وزارة الشؤون الثقافية لحوكمة القطاع إثر الجائحة.
 
ولئن سعى الفضاء إلى إيجاد موارد أخرى على غرار الحصول على قرض من المؤسسة البنكية التي تتعامل معها ولكن الإجابة كانت الرفض، واليوم لا موارد لتسديد الأجور والتغطية الإجتماعية والاقتطاعات الجبائية للفريق القار بالفضاء.
 
في الأثناء، تظل الحالة " حابسة وتمركي"، في انتظار إيفاء الوزارة بتعهداتها وتمكين الفضاء من منحة عادلة في إطار صندوق دفع الحياة الثقافية وفق الشروط المعلن عنها والوثائق المقدمة على أساسها، وإجابته عن مطالبنا المودعة لدى مصالحها بخصوص تنظيم المهرجانات، والتعجيل بفتح باب الترشح لمنحة المساعدة على التسيير والتجهيز لسنة 2021، حسب ماورد في بيانه.
 
ياسر محبة.. 
 
فيما يقاوم فضاء مسار من أجل استمرار الحياة، وتظل أجوبة وزارة الشؤون الثقافية معلّقة، يقترح الفنان الملتزم ياسر جرادي مبادرة تحمل في طياتها الكثير من الرسائل والمعاني وتفضح استقالة الدولة من كل مهامها.
 
ولنثر الحياة في ثنايا الفضاء وزرع ابتسامة أمل على وجه الفضاء، يصدح صوت ياسر جرادي غدا الأحد الساعة الثالثة في قلب حي شعبي أثقلته الخيبات على أن تخصص مداخيل عرض "ياسر محبة" لمساندة الفضاء.
 
في انتظار أن يهب عشاق الفن والحياة إلى فضاء مسار للحول دون أن يغلق أبوابه، يبقى عرض "ياسر محبة" عنوانا للمقاومة والصمود في وجه كل تجليات الموت واليأس والنسيان.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.