يَصْدُر قريبا عن شَرِكَة لوغوس للنشر والتوزيع عَمَلٌ جَدِيد للمُفكّر والباحث والرِوائِيّ مصطفى الكيلاني، وهي روايَته العاشرة تحت عنوان: "جَادْ-مُونِيكَا والطَرِيق إلى أُسِيُوس (Osoyoos).
وللروائي مصطفى الكيلاني عديد الاصدارات وهي: "نزيف الظِلّ" و "مرايا الساعات المَيّتة" و "آخر الأجراس-بَدْء الخَطر" و "كازينو فجّ الرِيح" و "مَوْتٌ واحد لا يكفي" و "مَيارْ، سراب الجماجم ثُمّ ماءْ" و "الزِلزال والمَرَايا"، والجنرال وطَيْفُها في الأعالي" و "لَيْلَة الأنذال قبل الأخيرة".
و"جَادْ-مُونِيكَا، والطَرِيق إلى أُسِيُوس (Osoyoos) هِي رِوَايَة شابّ كَنَدِيّ مِن أَصْل تُونسِيّ تَعَرَّفَ على فَتَاةٍ كَنَدِيَّة مِن أَصْل أَلْمَانِيّ (جَادْ ومُونِيكَا). قَضَّى أعواما وهو يَعِيش اللَّحْظَة، ولا شَيْء سِوَى اللّحظة إلى أن أُثِير سُؤال مُونِيكَا: "مَنْ أَكُون؟ ومَنْ تَكُون؟"، فَاشتغلَت ذاكرتان لِجَدَّيْن قريبَيْن: "م" و "أدولف" بِحكايَتَيْن مُتوازيَتَيْن مُتفارقَتَيْن تلتقيان أخيرا بِرُوحَيْ الحَفِيدَيْن، وبِالالْتِفَات خارج حُدود اللَّحْظَة إلى الزَمَن، وبِالبحث في هُوّيّة كُلّ مِنهُما حفرا مُوجعا سُرْعَانَ ما ينقطع.
ويلتجئ "جَادْ" إلى الطَرِيق، طريق الحَياة رَمْزا، طَرِيق الوُجود بِفَائض إِنِّيَّته ويستدلّ على مَتاهَة الطَرِيق مَكانا بِ "أُسِيُوس" (Osoyoos) في أَقصَى غَرْب كَنَدَا، وبِذَاكرة الجَدّ والسُلالَة، وبِذَاكرة الآخر (مُونِيكَا) ناظرا في مِرْآة رُوحه مُسْتَعِينا بِمِرْآة رُوحها، كما هِي الناظرة في مِرْآةِ رُوحها المُسْتَعِينَة بِمِرْآةِ رُوحِه.
وللمُوسِيقَى الغربِيَّة الكَنَدِيَّة، وللمُوسِيقَى العَرَبِيَّة حُضورهما المُشتَرك في رِحْلَة السَفَر هذه، سفرهما، على الطريق الواحدة، طَرِيق الوُجود، لِينتهي البَحْث في هُوّيّة كُلّ مِنْهُما إلى هُوّيّة مُشتَركة هِي هُوّيّة الإنسان.
إنَّ لهذه الرِوايَة حاضرها، ماضِيها، مُسْتقبلها، حَنِينها، ذِكرياتها، أَوْجاعها، أَحلامها، تَطَلّعاتها إلى قادم الزَمَن.