18
حقائق أون لاين-
نشر رئيس المعهد الليبي الديمقراطي للدراسات الاستراتيجية ناصر الهواري تدوينة نقلا عن صفحة نسويات ليبيا تروي تفاصيل جريمة جدّت في ليبيا منذ يومين راحت ضحيتها فتاة الـ21 عاما على يد رفيقها السابق الذي يكبرها بعامين.
وفيما يلي نص التدوينة:
"صباح 28 أوت 2020، خمس رصاصات تخترق جسدها واحدة تلو الأخرى حتى فارقت الحياة، صادرة عن سلاح رفيقها السابق ومبتزها أيضاً.
بعد علاقة سامة استمرت لعامين انتهت بأشكال من العنف الجسدي والنفسي، أقبلت "بشرى نجم الدين الزيط" (21 عاماً) على إنهاء علاقتها مع القاتل "عبد الرؤوف صالح الدرسي" (23 عاماً).
بعد عودتها إلى ليبيا (إذ أنها كانت مقيمة في مصر مع أسرتها)، هرع المجرم إلى بيتها مبتزاً إياها، أجبرها على النزول لملاقاته رافضاً تركها متوهماً أنها إحدى ممتلكاته الخاصة.
مشادات كلامية وجسدية بينهما انتهت بمقتل بشرى متأثرة برصاص المجرم الذي ملء أحشاءها، ليسلّم نفسه في النهاية إلى مركز شرطة الفويهات / بنغازي.
ولكن؛ بيعت بشرى كغيرها من النساء اللاتي يراهن المجتمع مجرد سلع تتلف وتأتي غيرها، فقد توسّط للمجرم أصدقاءه في المركز ليتم تلفيق قصة مضادة تفيد بأن الجريمة مجرد حادث عندما كان المجرم ينظف سلاحة (غير المرخّص)، وتجاهل تأمينه خرجت منه 5 رصاصات تسببت بمقتل رفيقته التي رفضته!
رَوَت "ج.س" (إحدى صديقات الضحية)، تقدم المجرم "لبشرى" أثناء إقامتها في مصر (القاهرة / الشيخ زايد) في إحدى زياراته، فقوبل بالرفض من أسرتها، لتبدأ الخلافات بينهما تتزايد حتى قررت هي إنهاء العلاقة؛ تعرضت بشرى لموجة من الابتزاز والتهديد من قِبَله استمرت لشهرين، وصلت إلى التهديد بالقتل عندما قال لها "نقتلك ومش حنخليك لغيري".
وبعد أن قررت أسرة بشرى العودة إلى ليبيا / بنغازي / الفويهات (حيثما كانت تقيم في السابق)، هرع المجرم إلى بيتها مسرعاً ليطلب منها النزول لملاقاته أمام البيت (بالقرب من مدرسة الخنساء) ليطلق عليها عدة رصاصات أودت بحياتها.
المجرم مدمن على تعاطي المخدرات والكحول، ويحمل سلاحاً (غير مرخّص) منذ فترة ليست بقصيرة.
كما أكدت بأن أصدقاء المجرم هم من حثوه على تسليم نفسه، ووعدوه بالنفاذ من العقاب عبر تزوير قصة مجملها أن الجريمة مجرد حادث عندما كان ينظف سلاحه.
أوضحت "ج.س" في النهاية أن أسرة بشرى لاتزال تطالب بحق ابنتها حتى الآن ولن تتنازل عنه.
ورَوَت "س.د" (صديقة أخرى للضحية)؛ تعرضت بشرى بشكل متواصل للتعنيف من قبل المجرم قبل مقتلها على يده، فبعدما قررت إنهاء علاقتها معه ونفاذ صبرها من أفعاله، استمر في البحث عنها في مصر حتى عادت إلى ليبيا. وعندما علم بذلك تواصل معها مبتزاً إياها أجبرها على الخروج معه لتبدأ مناوشات بينهما انتهت بإهدار دماءها.
وأضافت بأن سكان المنطقة لم يتعاطفوا مع بشرى، بل شرعنوا قتلها مطلقين عليها أسوء الألقاب والصفات.
كأي قصة في المجتمعات الذكورية، برر كثر مقتل بشرى رغم أنهم لا يعرفونها حتى!
برروا مقتلها ولفقوا قصص من وحي خيالهم المريض، كأي مجتمع فاسد يتباها بالفضيلة التي يفقدها، والشرف الذي يجهله، والأخلاق التي صوّرها في قطع من القماش حدها أسفل الكاحل ومنتصف الجبين.
فارقت بشرى الحياة في ربيعها، قبل أن تبدأ مسيرتها، ليضاف اسمها إلى قائمة طويلة من ضحايا الغدر الذكوري."