تونس وجهة ساحرة في عيون البلجيكيين تشد إليها زائرها حد العناق

 

بقلم: دنيا الزغيدي

كلمة مفتاح من أربعة أحرف نقشت في ذاكرة شعوب العالم العربي والإسلامي لتتخطاه إلى الجهة الثانية من المتوسط وتخترق الحدود نحو العالمية.

تونس بلد ضارب في القدم، على صغر مساحته، صنعت الشعوب المتعاقبة عليه على مر التاريخ ثلاثة آلاف سنة من الحضارة الإنسانية التي طبعت البشرية ثراء و زخما.

وانت تتجول بين طرقاتها المتلحفة غالبا بقطرات المطر التي تعشق سماءها بحثا عن أجوبة لتساؤلات تأبى أن تتركك تمضي ايام اقامتك فيها بسلام، يقابلك سكانها بود محبب، ود من اعتاد على ابناء النصف الآخر من المتوسط.

فك شفرة تونس-بلجيكيا

 بلجيكا الدولة التي رفعت حظر السفر عن مواطنيها في اتجاه تونس مؤخرا في وقت اختارت فيه دول غيرها تحذير رعاياها من اختيار تونس وجهة سياحية يدفعك نهم الفضول لفك شفرة هكذا قرار جريء.

لنؤصل المسألة. علاقة السياح البلجيكين بتونس متجذرة و قد سبق وأن أثبت الشعب البلجيكي مؤازرة كبيرة للشعب التونسي أيام ثورة 14 جانفي 2011 حيث لم ينقطع البلجيكيون عن زيارة تونس في أشد فترات انعدام الاستقرار السياسي و الأمني لها إبان الثورة.

وأنت تطرح السؤال المفتاح لماذا تونس..تقابلك اجابات على تعددها تخبرك أن البلاد التونسية وجهة مفضلة للمواطنين هنا ..

بين من يعتبرها الاجمل بطقسها الممتع و بحرها المصنف من بين الأجمل في العالم  .. ومن يقيم شعبها على أنه الأكثر تقبلا للسياح حد تكوين علاقات حميمة تجمعهم بالتونسيين.

بلجيكيون آخرون بمختلف شرائحهم تجذبهم صحراء تونس المميزة برمالها الصفراء وجمالها و مهرجاناتها المتفردة..، أسباب عديدة تستبد بالبلجيكيين وتشد الى تونس حد العناق.

حين تتكلم الأرقام..

بحثنا عن لغة الارقام الاكثر حيادا, فحاورنا ممثلة الديوان الوطني للسياحة التونسية ببلجيكا, لتفيدنا بأن العملية السياحية بقيت على تطورها حتى في ادق الظروف لتبقي على معدل يناهز المائة الف منذ سنة الثورة 2011.

حيث بلغ عدد السياح البلجيكيين سنة بعد الثورة مائة و سبعة و ستين ألفا لتشهد البلاد التونسية يوم 30 أكتوبر 2013 اولى العمليات الارهابية بأحد النزل بمدينة سوسة دون وقوع قتلى ورغم عمق تأثير هكذا عمل ارهابي استطاعت تونس استجلاب مائة و ثلاثة و ستين الف سائح بلجيكي سنة 2014.

أثر الفراشة..

لتعرف البلاد بعدها عملية ارهابية نوعية حين استهدف متحف باردو المحاذي لمجلس نواب الشعب التونسي يوم 18 مارس 2015 أسفر عن سقوط 23 قتيلا من بينهم 4 بلجيكيين إضافة لعدد اخر من جنسيات مختلفة وعشرات الجرحى وبقيت وتيرة الاستهداف الارهابي في ارتفاع لتتتالى العميات الارهابية التي استهدفت المناطق السياحية وليعرف احد نزل منطقة سوسة يوم 26 جوان 2015 استهدافا مسلحا حين اقدم ارهابي على فتح النار عشوائيا باتجاه السياح الآمنين على الشاطئ ما أوقع 40 قتيلا وعشرات الجرحى لتليه عملية أكثر حدة استهدفت يوم 24 نوفمبر 2015 حافلة للأمن الرئاسي في قلب العاصمة التونسية ما أوقع 12 قتيلا و 20 جريحا.

وضعية أمنية حرجة اضيف لها رفع يد كل من متعهدي الرحلات ” توكاسكو” و”توي” على إثر إقرار بلجيكا سنة 2015 فرض قيود على السفر الى تونس ما جعل عدد السياح المتجهين نحو تونس سنة 2016 ينحدر الى 22 ألف سائح بلجيكي.

وجاء تاريخ 27 فيفري 2017 بإقرار رفع التحفظ من قبل الدولة البلجيكية على تونس كوجهة سياحية ليعيد العملية السياحية سنة 2017 لتسجل +129 بالمائة ارتفاعا مقارنة بسنة 2016 لتصل لحدود 50 ألف سائح بلجيكي وبحسب هذا التطور تذهب تقديرات الديوان الوطني للسياحة التونسية لان يبلغ عدد السياح البلجيكيين في حدود 90 ألف سائح.

هذا ما ينتظر البلجيكين في تونس..

 لتدعيم تونس كوجهة سياحية أولى ينظم الديوان الوطني للسياحة التونسية برنامجا متميزا بالتزامن مع كاس العالم لكرة القدم والمباراة المرتقبة بين الفريقين الوطنيين البلجيكي والتونسي في شهر جوان القادم وسيتم تنظيم “الأيام التونسية التقليدية” أيام 15 /16 /17 جوان 2018 بوسط بلجيكيا العاصمة على أن يتم تنظيم مباراة قبل المباراة ونقل مباشر للمباراة وما بعدها.

من جهة ثانية سيتم يوم 7 أفريل 2018 تنظيم زيارة الى تونس مع مجموعة من عارضات الأزياء المشهورات للقيام بحصص تصوير يتم نشرها بالصحف البلجيكية.

هذه مجهودات تتظافر مع نجاحات القوات الأمنية التونسية ومرورها من مرحلة رد الفعل الى مرحلة العمليات الاستباقية الناجحة ما أضفى على الوضع الأمني استقرارا مطردا خلق شعورا بالأمان مع تعاظم الوعي لدى المواطنين البلجيكيين خاصة بعد ان تم استهداف البلاد سنة 2016 بعملية إرهابية، جعلت الصورة أكثر وضوحا في أن الإرهاب ظاهرة عالمية لا تقتصر لا على بلد بعينه ولا على طائفة دينية بعينها بل هو خطر يضرب الإنسانية جمعاء وحدها إرادة الحياة تهزمها.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.