يبدو أن مسار التوافق …
يبدو أن مسار التوافق الذي بدا مرنا منذ فترة في قبة البرلمان بين حزبي الأغلبية في مجلس نواب الشعب قد "سقط" في إمتحان انتخاب رئيس للهيئة المستقلة للانتخابات، بعد فشل البرلمان خلال اليومين الفارطين من انتخاب رئيس لها يحصل على أغلبية أصوات النواب.
وفشلت الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب، المنعقدة عشية أمس الثلاثاء في مقر المجلس بباردو، في إختيار رئيس للهيئة العليا المستقلة للانتخابات في دورة ثانية، لعدم حصول أي من المترشحين الإثنين على أغلبية الأصوات المطلوبة (109 أصوات)، حيث تحصل نبيل بفون على 73 صوتا وأنيس الجربوعي على 68 صوتا، ما سيضطر البرلمان إلى العودة لتنظيم دورة انتخابية أخرى للتصويت.
الخلاف القديم الجديد بين حزبي النهضة والنداء برز منذ نزوع حزب نداء تونس إلى تاجيل موعد الاستحقاق البلدي بينما كان حزب النهضة يؤكد على ضرورة أن يتم الالتزام بالموعد السابق وهو يوم 17 ديسمبر، إلا أنه في الاخير "رضخ" لطلبات النداء وتم تأجيل الانتخابات تطبيقا لمقولة التوافق.
وتشير تفاصيل التصويت لانتخاب رئيس لهيئة الانتخابات داخل قبة البرلمان في اليومين الفارطين، إلى أن خلافا قائما بين كتلتين تشكلان الأغلبية إذ حصد المترشحان على مجوع أصوات متقارب، في حين أن عدد نواب حزبي النهضة متقارب إلى حد كبير.
وبغض النظر عن هوية المترشح الذي تدعمه كل كتلة لرئاسة هيئة الانتخابات، فإن الأقرب أن حزبا النهضة والنداء قد اختلفا بخصوص رؤية كل منهما حول المرشح الأنسب لخلافة شفيق صرصار الذي قدم استقالته من الهيئة منذ أشهر.
في هذا السياق يشدد المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي في تصريح لـــحقائق أون لاين اليوم الأربعاء، على أن مسألة التوافق لم تُأصّل داخل حزبي النهضة والنداء، متوقعا أن تؤدي "تراكمات سلبية في وقت لاحق إلى إمكانية إنهاء التوافق إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار الظرفيات الاقليمية أو الوطنية".
واعتبر المتحدث أن عملية التصويت لاختيار رئيس هيئة الانتخابات زادت من منسوب الخلاف بين الحزبين بالنظر إلى أن اطرافا داخل أو خارج كتلتي الحزبين بالبرلمان ترغب في تأجيل الانتخابات لحسابات سياسية.
وتابع الحناشي بالقول "واضح أن نداء تونس يدعم أحد المترشحين لرئاسة هيئة الانتخابات لكن طرفا في حركة النهضة يرفض التعامل مع من حُسب على التجمعيين القدماء، بينما يعتبر جزء من نواب حزب نداء تونس رفقة كتلة الحرة وكتلة آفاق تونس أن نبيل بافون مرشح حركة النهضة".
وأكد المحلل السياسي ضرورة عدم تغييب حوار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي مع أحد الصحف المحلية الذي كان له تداعيات كبيرة على علاقته مع حركة النهضة، رغم محاولته خلال حواره الاخير على التلفزة الوطنية التخفيف من حدة الكلام.
وأوضح عبد اللطيف الحناشي أن أطرافا من حزب حركة النهضة "غير مرتاحة للتوافق مع حزب النداء في صيغته الحالية وتعتبر أنه شرُُ لابد منه".
وكان رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي قد قال في حوار سابق مع جريدة الصحافة "أردنا جلب النهضة إلى خانة المدنية لكن يبدو اننا أخطأنا التقييم".
