لا يزال ملف التآمر على أمن الدولة يسيل الحبر ويبوح بمعطيات جديدة، ولا أحد يمكنه الولوج الى فحوى هذا الملف سوى معطيات يقدمها رئيس الجمهورية أو المحامون الذين اطلعوا على ملف الابحاث.
ملف شائك أطاح بشخصيات حزبية ورجال أعمال وزانة، وصفها رئيس الجمهورية بـ"العصابات المنظمة تأتمر بأوامر هؤلاء الخونة والمرتزقة ولا يهمها جائع أو فقير لأنه ليس لها لا شعور ولا انتماء إلى هذا الوطن".
وحول مستجدات ملف التآمر على أمن الدولة كان لنا الحوار المقتضب مع المحامية والقيادية وعضو المكتب السياسي لحركة الشعب ليلى الحداد.
من هي الاطراف الدولية التي تواصل معها بعض الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟
التواصل جرى مع مسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أجنبية تنتمي إلى الاتحاد الاوروبي.
أهمّ السفراء الذين تواصل معهم بعض الموقوفين؟
سفير الاتحاد الاوروبي، السفير الفرنسي، السفير الايطالي، السفير النرويجي وسفير اسبابنا.
محامون الدفاع أكدوا أن ملف التآمر على أمن الدولة فارغ؟
الملف ليس فارغا وليس تافها، وأثتبتت التحقيقات معطى التآمر على أمن الدولة وتم مواجهة بعض المتهمين وليس الكل طبعا، وعلى وجه الخصوص المتهمين الذين ينتمون إلى أحزاب سياسية هم الضالعون أكثر في هذا الملف وجمعتهم لقاءات واجتماعات مع بعض السفراء.
وزير الخارجية قال إنّ لقاء السفراء الاجانب ليس جريمة؟
هذا ليس لقاء من أجل الحديث عن الديمقراطية أو المعارضة وإنما جاء في اطار ترتيب عملية لإمكانية تغيير النظام ورجوع الاحزاب التي كانت موجود قبل تاريخ 25 جويلية 2021 الى الحكم.
كما أن اللقاءات تمحورت حول الحديث عن ملامح حكومة وطنية فيها بعض الوجوه الموجوة في جبهة الخلاص الوطني والقريبة من الاحزاب التي حكمت قبل 25 جويلية، كما تم التعرض الى الترتيبات التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير النظام.
هل جرت لقاءات ومحادثات مع أطراف عسكرية؟
نعم يوجد لقاءات واجتماعات جرت بين بعض الموقوفين بتهمة التآمر مع قيادات عسكرية وأجنبية.
الايقافات تمت نتيجة عديد من الابحاث، والتحريات انطلقت منذ أشهر أي مايقارب السنة تقريبا، وعندما تفطنت الاستخابارات التونسية إلى وجود أمر مريب، تحركت الوحدات الامنيّة.
هناك حديث على أنّ الملف فارغ وهي عملية تصفية سياسية؟
بعض الموقوفين اقروا واعترفوا باللقاءات والمراسلات التي جرت بينهم تؤكد طبيعة المحادثات.
من اعترف؟
مثل خيام التركي الذي لم ينكر ابدا اتصالاته ولقاءاته مع سفراء ولم ينكر الاجتماعات التي جرت بينهم.
وما محتوى الاتصالات؟
لا يمكن إنكاره موجود في الوتساب وواجب التحفظ يمنعني من الحديث عن فحوى المحادثات بالتفصيل.
ما الجديد في ملف الأبحاث؟
الابحاث متقدمة ويوجد إيقافات أخرى لأن العملية متشعبة، وهي لا تزال في طور الابحاث والتحقيق والايقافات والمكافحات.
هذا التآمر على أمن الدولة وليس ملف تآمر على الرئيس قيس سعيد، نحن لسنا ضد التعامل مع الاجنبي، كأن تلتقي مع سفراء في إطار عمل حزبي او سياسي وتبادل الاراء، لكن دائما تحت قبة الدولة التونسية وبعلم الخارجية التونسية.
اللقاءت يجب أن تجري في إطار المؤسسات، لكن حينما تكون خلسة وفي ساعات متأخرة من الليل وحينما يكون محتوى اللقاءات مغاير تماما للبرتوكول الدبلوماسي يصبح نوعا من العمالة والخاينة.