أسدل الستار في نهاية الأسبوع الماضي عن الجولة التاسعة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى.. ونعود في هذا الركن الجديد "تكنيك وتكتيك" بالتحليل الفني وبالأرقام للحديث عن أبرز ما جد في هذه الجولة مع تسليط الضوء على أبرز المباريات مع المحللين ثابت القاهري المدرب التونسي في أصناف الشبان بنادي كاربي الايطالي ووجدي المغزاوي المدرب المختص في التقييم والمتابعة والمدرب المساعد لجمعية أريانة..
مباراتا الترجي الرياضي والأولمبي الباجي من جهة ومستقبل قابس والنادي الإفريقي بالإضافة إلى قوس صغير حول بقية المباريات نجدها في هذا التقرير مع المدرب ثابت القاهري:
الترجي الرياضي 2-1 الأولمبي الباجي: السويح غير الرسم التكتيكي فتحرر الخنيسي
على المستوى التكتيكي العام لاحظت تطورا نسبيا بالنسبة الترجي الرياضي منذ المقابلة الفارطة.. هجوميا أصبح للفريق أكثر فاعلية في منطقة المنافس وهو أمر ناتج عن تواجد عدد كبير فوق خط الكرة مما يخلق أكثر حلولا سواء للتمرير أو خلق التفوق العددي و التمركزي..
انطلاقا من مباراة الملعب القابسي غير الترجي الرياضي أسلوب اللعب من 4-2-3-1 إلى 4-2-4 وهو ما سمح للخنيسي بالتحرر أكثر ومنحه المساحات ليكون أكثر خطورة..
الخنيسي في الرسم القدم كان محطة أولى في هجومات الترجي الرياضي لكن مع تغير الرسم صار آخر من يلمس الكرة فتواجد زعبية أعطى أكثر حرية للخنيسي في التحرك و طلب الكرة وهنا أعتقد أن الخنيسي سينجح أكثر لو يتمركز عكس تواجد الكرة حيث سيكون قادرا على تسجيل أكثر أهداف..
ورغم تغيير الخطة إلا أن الترجي لم يغير من الأسلوب فقط ما تغير هو طريقة وصول الكرة للخنيسي فالأسلوب السابق صار مكشوف للمنافسين عبر اعتماد الكرات طويلة في اتجاه الخنيسي سواء عن طريق اللعب المباشر أو اللعب من الأطراف والخنيسي يقوم بطلب الكرة والدوران الآن الخنيسي بات لديه أكثر حلول لأن من يطلب الكرة هو المهاجم الثاني محمد زعبية ليصبح دوره فقط هو طلب الكرة في المساحة المحبذة..
إجمالا يمكن التأكيد أن زعبية كمهاجم ثاني حرر الخنيسي وأعطى أكثر حلول للترجي ولعل أبرز دليل على نجاح هذه الوصفة التي اختارها المدرب عمار السويح هو تسجيل الخنيسي لثلاثة أهداف خلال آخر مباراتين بعد أن صام عن التهديف منذ الجولة الخامسة..
مستقبل قابس 1-1 النادي الإفريقي: استحواذ سلبي للإفريقي.. ونسق محترم للجليزة
وجد النادي الإفريقي عدة متاعب في مقابلته مع مستقبل قابس حيث لم يتمكن من الوصول إلى منطقة العمليات كما يريد المدرب شهاب الليلي..
متاعب نادي باب الجديد تمثلت في عمليات هجومية سلبية استحوذ من خلالها على الكرة في فترات دون الوصول إلى العمق أو الوصول بصفة متأخرة وهو ما يعود إلى سرعة لاعبي مستقبل قابس في الارتداد إلى مناطقهم و الضغط على حامل الكرة بالإضافة للعيوب في أسلوب الإفريقي الذي سعى لاستغلال سرعة اللاعبين دون سرعة الكرة والتمرير بطريقة عمودية للاستفادة من المساحات بين الخطوط وفي ظهر الدفاع..
مستقبل قابس تحرك بنظام السرعة في الأداء والتركيز العالي كما كان له نسق محترم وهو مفاجأة الموسم دون شك رغم أن النتائج التي حققها لم ترتق إلى مستوى الأداء وحجم اللعب الذي يقدمه..
بقية المباريات: 3 أهداف في كل مباراة معدل يكشف ضعف الدفاع لكنه لا يسمح بتلمس النجاح الهجومي
اهتزت الشباك خلال الجولة التاسعة من بطولة الرابطة المحترفة الأولى خلال 24 مناسبة أي بمعدل 3 أهداف في كل لقاء..
جولة كانت سلبية على مستوى الدفاع حيث عكست حقيقة إمكانيات المدافعين على المستوى الفردي والجماعي وخاصة من ناحية سوء التنظيم في غياب فكر واضح لكيفية الدفاع سواء عن طريقة الكتلة أو الأفراد..
الإشكال الدفاعي يدفع الأندية للعمل أكثر على مستوى الأندية و من خلال الإدارة الفنية الوطنية من أجل تحسين هذه النقطة في كل الفريق دون استثناء فقبول أهداف بمثل هذه النسبة لا يساعد على تقييم المردود الحقيقي للمهاجمين ولا يساعد حتى في تطوير أدائهم..
الفرق الأخرى مثل باحة سيدي بوزيد حسب ما شاهدت من لقطات هناك فوضى تكتيكية بالجملة ولا بد لهم بالعمل أكثر على المستوى التكتيكي والبدني..