تكرّر حوادث سقوط المروحيّات العسكرية: “تآكل الأسطول وتجديده ضرورة”

عثرت وحدات الغوص المختصّة التابعة لجيش البحر، عن العسكري المفقود في حادث سقوط المروحيّة العسكريّة في عرض البحر، التي كانت بصدد تنفيذ مهمة طيران ليلي بمنطقة كاب سيراط (بنزرت) مساء الاربعاء 07 جوان 2023.

وانتشلت وحدات الغوص، أجزاء من حطام الطائرة، وجثث طاقمها المتكون من 4 أفراد، وهم الملازم أوّل علي المرنيصي، والوكيل أوّل رمزي المعلاوي والوكيل أشرف الفاهمي، والوكيل أوّل محمد الجوادي.

وتعيد حادثة سقوط المروحية العسكرية في منطقة كاب سيراك ببنزرت والتي راح ضحيتها 4 عسكريين، إلى الأذهان حوادث أخرى مماثلة، كانت حصيلتها البشرية قاسية، وأسبابها مجهولة للرّأي العام، غير أن رئيس الجمهورية قيس سعيد، أشار في لقائه الأخير مع وزير الدفاع الوطني عماد ممّيش إلى أن "مثل هذه الحوادث تحصل نتيجة لتآكل عدد من المعدّات وهو ما أدى ولازال إلى مثل هذه الفواجع" موصيا بـ "ضرورة تجديد العتاد العسكري".

وتصريح رئيس الجمهورية يُعتبر إقرارا بأن تآكل أسطول مروحيات الجيش الوطني وتقادمه من أبرز أسباب تكرّر حوادث سقوط الطائرات في السنوات الأخيرة، وأن تجديده ورصد الميزانيات الكافية لذلك أضحى ضرورة ملحّة لتفادي هذه الحوادث وما تخلفه من خسائر بشرية فادحة.

وفي جانفي 2022 سقطت طائرة عسكرية بضواحي ولاية بنزرت، أدت إلى وفاة الطيار وإصابة مساعده بجروح متفاوتة الخطورة. وقالت وزارة الدفاع الوطني حينها إن المروحية سقطت عندما كانت في مهمة طيران عادية في بنزرت، بسبب عطل فني.

وفي أكتوبر 2021 تحطمت مروحيّة عسكرية في منطقة الحامة بولاية قابس أثناء تنفيذ تمرين ليلي، وتوفي 3 عسكريين، وأعلنت حينها وزارة الدفاع أن لجنة فنية تحقق في أسباب سقوطها.

وقبلها بعام وتحديدا في أكتوبر 2020، توفّي قائد طائرة في تحطّم مقاتلة عسكرية من طراز إف-5 تابعة للجيش الوطني أثناء قيامها بمهمة عملياتية في عمق الصحراء بمنطقة رمادة". وقالت وزارة الدفاع إن "لجنة فنية ستتولى التحقيق لتحديد أسباب الحادث. فيما تكفل القضاء العسكري بفتح بحث تحقيقي في الغرض".

وعلى خلفية هذا الحادث التقى رئيس الجمهورية قيس سعيد بوزير الدفاع الوطني حينها ابراهيم البرتاجي، وشدّد على أهمية تجديد أسطول الطائرات والعمل على تحسين المعدات العسكرية، مؤكدا "حرصه على ضرورة توفير الاعتمادات اللازمة لذلك بما يستجيب لحاجيات المؤسسة العسكرية".

وخلال سنة 2018 لقي عسكريان حتفهما، إثر سقوط طائرة تدريب عسكرية قرب قاعدة جوية تابعة للجيش بمدينة صفاقس، وقد سقطت اثناء قيامها بعملية تدريب ليلية.

وتشترك جميع هذه الحوادث في عدم الاعلان صراحة عن أسباب حوادث سقوط الطائرات العسكرية وتواترها في السنوات الأخيرةـ عدا بعض التلميحات من رئيس الجمهورية قيس سعيد بأن تقادم أسطول الطائرات والمعدات العسكرية هو السبب.

ويبقى حادث وفاة 13 عسكريّا في سقوط مروحية عسكرية تابعة لوزارة الدفاع الوطني سنة 2002، هو الأثقل حصيلة، حيث كانت المروحية تقل قيادات عسكرية لجيش البر، بقيادة رئيس أركان القوات البرية آنذاك، عبد العزيز سكيك. وقد لقي العسكريون حتفهم في منطقة مجاز الباب من ولاية باجة، من بينهم عميدان وثلاثة برتبة عقيد، وأربعة برتبة رائد، وثلاثة ضباط برتبة نقيب، وهم يمثلون كل قيادات جيش البر.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.