تقرير: إدارة السجون تُنفق نصف ميزانيتها على أكلة يُلقي معظمها في القمامة.. وتقسيم “مهين” للسجناء في تونس

 مروى الدريدي-

أصدرت الهيئة الوطنيّة للوقاية من التّعذيب تقريرها السنوي بعنوان سنتي 2016 و2017، الذي نشر بموقعها الرسمي يوم الاثنين 6 ماي 2019، وسلّمت رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي نسخة منه.
 
وقد رصد التقرير وضعيات الأماكن السالبة للحرية وظروف الاحتجاز في السجون ومراكز الاحتجاز ووضع الأطفال والنساء والأشخاص ذوي الاعاقة في المؤسسات السجنية والاصلاحية، وتحققت من وجود شبهات تعذيب وسوء معاملة وشبهات اختفاء قسري.
 
ومن بين الملاحظات التي دونتها الهيئة في تقريرها ما عاينته بخصوص أكلة للنزلاء إذ تقدم إدارة السجن الأكلة ثلاث مرات في اليوم، وقد أضافت بعض الوحدات السجنية "لمجة" مسائية.
 
إلا أن المعاينة الميدانية من قبل الهيئة أثبتت أن المصدر الرئيسي لتغذية عموم السجناء تبقى "القفة" التي تجلبها العائلات مرة في الأسبوع، باعتبار أن الأكلات النظامية لا تستجيب للمعايير ولا للأذواق إلا في ما ندر من الحالات، وهذه مشكالة مزدوجة، حيث أن الادارة السجنية تُنفق سنويّا حوالي نصف ميزانيتها على أكلة لا يلتفت إليها معظم السجناء ويكبّون معظمها في صندوق القمامة يوميّا.
 
ويعتبر الاكتظاظ المعضلة الأبرز داخل الوحدات السجنية بكامل تراب الجمهورية ولا يستثنى من هذه المعضلة بحسب احصائيات وزارة العدل سوى السجن المدني للنساء بمنوبة وإصلاحيّة الفتيات بالمغيرة، وقد ناهز معدل نسبة اشغال الوحدات السجنية في موفى سنة 2017، مائة وخمسين بالمائة وفاق تلك النسبة  في بعض الوحدات الشديدة الاكتظاظ على غرار السجن المدني بالقيروان (سجن سيدي حمد) ومركز اصلاح الأطفال بالمروج.
 
وقد بلغ عدد نزلاء الوحدات السجنية والاصلاحية التونسية في موفى ديسمبر 2017، حسب الاحصائيّات الرسمية لوزارة العدل، أكثر من 20 عشرين ألف نزيل ونزيلة موزعين كالآتي:
 
 
 
كما عاينت الهيئة طريقة تقسيم النزلاء داخل الغرف الجماعية، معتبرة أنها طريقة مهينة وحاطة من الكرامة البشرية حيث وجدت التنظيم التالي منتشرا في أغلب الغرف الجماعية:
 
-السرير الفوقي الأوسط والسرير التحتي: يتم اعتماد نظام الأسرة عموديا بمستويين اثنين أو بثلاثة مستويات، وهنا يتمّ قرن سريرين (جنبا إلى جنب) في كل مستوى حتى يتسنى استعمالهما من قبل ثلاثة أو أربعة نزلاء بطريقة راس/ رجل (ما يعرف براس وذنب).
 
-الكدس: وهو مجموعة النزلاء الذين ليس لهم سرير أو حتى فراش في أغلب الحالات، فيقع تجميعهم معا ليتقاسمو الممرّ بين الاسرة، وعادة ما يكون هؤلاء من أضعف السجناء وأكثرهم فقرا.
 
-الكميون: أي النوم تحت الأسرّة
 
-السكة: وهي مكان النوم بين سريرين
 
-الدكة وهي رفّ اسمنتي يستعمل لوضع الأغراض المختلفة، وفي بعض الحالات وخاصة في فصل الصيف قد يستعمل للنوم لقربه من المروحة الكهربائية المثبتة في السقف ومن النوافذ الفوقية، والدكة مكان مناسب لرؤية كامل الغرفة وللحصول على تهوئة أفضل، على ان عبارة الدكة قد تعني في بعض السجون لوصف سرير فوقي.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.