اندلع قتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية المنافسة للجيش اليوم السبت ، مما أثار مخاوف من حرب أهلية محتملة في الدولة الواقعة في شمال شرق إفريقيا والتي يبلغ عدد سكانها 46 مليون نسمة.
ولم تتوفر أرقام عن الضحايا لكن شهود عيان قالوا إن كثيرين قتلوا في العاصمة الخرطوم حيث أمكن سماع دوي نيران المدفعية وإطلاق النار وانفجارات في عدة أحياء.
وشمل ذلك المطار ومحطة الإذاعة الحكومية وبالقرب من القصر الرئاسي في شمال المدينة.
ولقي رجل حتفه في سيارة دهستها دبابة، حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وكان هناك أيضا قتال في جنوب المدينة، الذى يمثل قاعدة قوات الدعم السريع شبه العسكرية ، التي كان من المفترض دمجها في جيش الدولة.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها سيطرت على القصر الرئاسي والمطار لكن الجيش نفى ذلك على تويتر. ولم يتسن التحقق من تصريحات الجانبين.
وتم نشر دبابات وطائرات مقاتلة، حيث ذكرت تقارير إعلامية وشهود عيان أن قوات الدعم السريع كانت قد هاجمت المطار بينما ضربت القوات الجوية قواعد قوات الدعم السريع.
وقالت قوات الدعم السريع إن جنود الجيش دخلوا مقرها.
ذكرت تقارير إعلامية أن اشتباكات وقعت أيضا في ولايات النيل الأبيض وشمال كردفان وشمال دارفور. وشهدت بلدة مروي قتالا عنيفا ، خاصة حول المطار، وقالت قوات الدعم السريع إنها احتجزت جنودا مصريين هناك. وتعمل مصر بشكل وثيق مع الجيش السوداني، لكن لم يكن هناك تأكيد لهذا الادعاء.
ويمسك الجيش، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بزمام السلطة في السودان منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أفريل .2019
وتولى الجيش وقوات الدعم السريع التى يقودها محمد حمدان دقلو، السلطة بشكل مشترك في عام 2021، لكن التوترات بين القائدين العسكريين زادت في الأشهر الأخيرة.
وقال البرهان لقناة الجزيرة إن منزله تعرض للهجوم لكن الوضع تحت السيطرة مرة أخرى.
ومع ذلك، قال دقلو للشبكة نفسها إنه يريد تقديم البرهان وحلفائه إلى العدالة. وقال إن البرهان إما أن يقبض عليه “أو يموت مثل الكلب”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في بيان إنه “يدين بشدة اندلاع القتال” ودعا الجانبين إلى “وقف الأعمال العدائية فورا واستعادة الهدوء وبدء حوار لحل الأزمة الحالية”.
وأضاف: “أي تصعيد إضافي في القتال سيكون له تأثير مدمر على المدنيين ويزيد من تفاقم الوضع الإنساني غير المستقر بالفعل في البلاد”.
ويتواصل جوتيريش مع القادة الإقليميين في محاولة لإيجاد حل، وقد تحدث بالفعل مع دقلو ويعتزم التحدث مع البرهان.
ودعت بريطانيا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي يوم الاثنين لمناقشة الوضع في السودان، حسبما قال دبلوماسيون لوكالة الأنباء الألمانية
(د.ب.أ).
وأكد السفير الأمريكي في السودان، جون جودفري، على تويتر أنه يمكن سماع إطلاق النار والقتال في الخرطوم، وحذر من أن تصعيد التوترات “خطير للغاية”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تغريدة على تويتر: “نشعر بقلق عميق إزاء تقارير عن تصاعد العنف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. نحن على اتصال مع فريق السفارة في الخرطوم وجميعهم معروف أماكنهم. نحث جميع الجهات الفاعلة على وقف العنف فورا وتجنب المزيد من التصعيد”.
كما دعا الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الامنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى وضع حد فوري للعنف.
وحذر عبر تويتر من أن “التصعيد لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع”. وقال إن سلامة المواطنين هي الأولوية القصوى ، مضيفا أن جميع موظفي الاتحاد الأوروبي في البلاد معروفة أماكنهم.
في غضون ذلك ، قالت شركة الطيران الوطنية السعودية إنها علقت جميع الرحلات الجوية من وإلى السودان المضطرب بعد أن تضررت إحدى طائراتها بإطلاق نار اليوم السبت في مطار الخرطوم.
وأعلنت شركة “مصر للطيران” وقف الرحلات الجوية من وإلى مطار الخرطوم لمدة 72 ساعة اعتبارا من اليوم السبت بسبب “الوضع الأمني غير المستقر في السودان”.
وحذر الجيش السوداني يوم الخميس من تعبئة قوات الدعم السريع. ورأى المراقبون في التعبئة بادرة تهديد ضد البرهان.
وفي الآونة الأخيرة، تحدث دقلو بشكل مفاجئ لصالح الانتقال السريع إلى الحكم المدني، وبالتالي وضع نفسه في معارضة البرهان.
المصدر: د ب أ