تطبيقة “stopcorona”.. مشروع تضامني لمؤازرة الدولة

 يسرى الشيخاوي-

في الوقت الذي تتزايد فيه عدد الإصابات بفيروس كورونا في تونس وتخلّف حالة من الخوف في النفوس، يتدفّق سيل التطوّع لمجابهة هذا الوباء ليدخل عليها بعض الطمأنينة والسكينة ويكشف عن وجه تونس الحالمة التي تقاوم الجائحة بمبادرات أبنائها.

ومن بين المبادرات اللافتة تطبيقة "stopcorona"، وهي مشروع تضامني ينفذه مهندسون وأطباء وصيادلة ومختصون متطوعون في قطاعات أخرى لمؤازرة جهود الدولة ومساعدة التونسيين على تجاوز جائحة كوفيد-19.

وفي هذا السياق، تقول فردوس غراب صاحبة اختصاص البيولوجيا والمتطوعة صلب هذه المبادرة، إنّ الفكرة رأت النور في العشرين من مارس المنقضي من خلال نقاش داخل مجموعة خاصة للمتطوعين على موقع "فايسوك" لتصبح التطبيقة على الخط في اليوم الأخير من نفس الشهر وذلك بعد اجتماعات افتراضية لتحديد خصائصها.

والفكرة الأوّلية لهذه التطبيقة، تعود للمهندس في الإعلامية المقيم بفرنسا راسم السماوي، والهدف منها تخفيف ضغط الاتصالات على الرقم الموضوع لفائدة المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، وفق حديثها.

ويهدف تصميم الموقع أيضا، حسب قول محدّثتنا، إلى إحصاء حاملي الفيروس من خلال استبيان ومجموع علامات تحقق منها الاطباء بالعودة إلى أعراض الإصابة بكورونا، ومجموع العلامات الناتج عن إجراء الاستبيان يحدّد الأشخاص المشتبه في إصابتهم بكوفيد-19.

ومن جهته يقول باعث الفكرة، راسم السماوي، أنه استقى فكرة التطبيق من التعامل الرقمي مع الوباء في فرنسا من خلال عمليات التشخيص عن بعد، على اعتبار أن الفيروس انتشر فيها قبل وصوله إلى تونس.

في هذه التطبيقة يشارك أطباء متطوّعين من تونس ومن فرنسا ومن السينغال، وهي تتندرج في إطار تكثيف حلول محاربة "كوفيد 19" من خلال حصر عدد المشتبه في إصابتهم وإتاحة إمكانية استشارة طبيب متطوع عبر الإنترنت مجانًا ودون الحاجة إلى مغادرة المنزل، وهو ما يقلّص آليا نسبة العدوى.

 وبعد اجتماعات رقمية، بلور خلالها المتطوعون الفكرة الأولية صار بإمكان التونسيين النفاذ الى التطبيقة والإجابة عن ثمانية أسئلة يتم بناء عليها تحديد إذا ماكان الشخص مشتبها في إصابته بالفيروس أم لا، وهذه التطبيقة سهلة الاستعمالوترتكز على الدارجة التونسية.

والتطبيقة، وفق حديث السماوي، تتيح للمشتبه في إصابته التواصل مع طبيب من بين 25 متطوّع يدرسون الحالات تباعا حسب طبيعة الحالة وأيها تستدعي تدخّلا عاجلا بناء على الأجوبة مع العلم وأن إمكانية محادثة عبر فيديو متاحة وذلك لمزيد التثبّت من الأعراض.

وعن التشابه بين اسم هذه التطبيقة والتطبيقة التي أصدرتها وزارة الصحّة، يقول محدّثنا إن الأمر وليد الصدفة وتم اختيار الاسم عبر تصويت المتطوعين الفاعلين في المبادرة من بين عدّة أسماء أخرى وذلك قبل إعلان وزارة الصحّة عن تطبيقتها.

وفي السياق ذاته، يضيف أنه جار العمل على تغيير اسم التطبيقة حتّى لا يتداخل الأمر على التونسيين، مشيرا إلى أنه تواصل مع وزارة الصحة وأرسل لهم ملفا عن التطبيقة بتاريخ الخامس والعشرين من مارس لكنه لم يتلق ردّا إلى الآن.

 

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.