تشجيع الشباب على بعث المشاريع الخاصة.. الكذبة الكُبرى

 

وقال الشاب إيهاب في حديث لحقائق أون لاين، إنه قام بوقفة احتجاجية صباح اليوم الجمعة 20 ماي 2022، أمام المسرح البلدي بالعاصمة، إلا أنه أوقف من قبل الوحدات الأمنية وتم التحقيق معه وحيازة بعض الأوراق التي كانت لديه، ثم تم إخلاء سبيله.

 

وإيهاب هو شاب تونسي حامل لشهادة هندسة ريفية اختصاص مياه وغابات، عند يأسه من الانتداب، اختار طريق الاستثمار هو وخطيبته في مجال اختصاصهما. ويتمثل مشروعهما في منبت لبيع مشاتل الأشجار المثمرة والزياتين ونباتات الزينة والخضروات، مع توفير المعلومة والإستشارات الفنية للحرفاء ومرافقتهم من الزراعة إلى الانتاج، ومكان المشروع الشريشيرة حفوز القيروان.

 

وتشجع ايهاب لانجاز مشروعه الخاص على اعتبار أن الدولة تحفز الشباب على بعث المشاريع خاصة في المناطق النائية، إلا أنه "اتضح أنها كذبة كبيرة، ولا وجود لأثر في الواقع لهذا الكلام"، وفقا لايهاب.

 

وكانت أولى العراقيل التي تعرّض لها، هي شرط التمويل الذاتي بنسبة 40 بالمائة للحصول على قرض، معتبرا أنه شرط مُجحف حيث طالبوه بمبلغ كبير جدا كتمويل ذاتي، كما تمت عرقلته من خلال وضع كراس شروط تعجيزية من قبل الهياكل المختصة.

 

ورغم هذه العراقيل تمكن إيهاب العرابي من انجاز مشروعه بتمويل خاص بعد تمكنه من شراء أرض دون أدنى دعم من الدولة، إلا أنه بسبب العراقيل الادارية والبيروقراطية لم يتمكن من الحصول على رخصة لحفر بئر أو منحه معرفا جبائيّا (باتيندا) حتى يتمكن تأمين مشروعه.

 

اليوم توقف مشروع ايهاب العرابي بسبب تعرض النباتات والجشيرات بالمنبت إلى الاتلاف بسبب الأحوال الجوية ولغياب التأمين لم يتمكن من التعويض.

 

وأكد إيهاب أنه دق جميع الأبواب من المعتمد والوالي إلى مصالح وزارة الفلاحة إلا أنهم ماطلوه وطالبوه بتقديم مطالب كتابية وتجاهلوها كليّا.

 

واعتبر ايهاب في حديثه أنه كشاب تونسي أراد التعويل على ذاته وفتح مشروعه الخاص إلا أنه تأكد بأن الدولة هي دولة اقتصاد ريعي بامتياز وأن تشجيع الشباب على بعث المشاريع الخاصة كذبة كبرى.

 

وضعية ايهاب العرابي هي عينة ممّا يعانيه الشباب التونسي من إغلاق لباب الوظيفة العمومية في وجهه من جهة، وعدم تشجيعه على بعث المشاريع الخاصة وتعقييدها بالاجراءات البيروقراطية من جهة أخرى، لتبقى البلاغات الحكومية المتعلقة بفتح افاق الاستثمار أمام الشباب ودعمه مجرد حبر على روق..