بقلم محجوب لطفى بلهادي
فى أجواء من العلاقات الدولية المتلبدة والمكفهرة تحتل الظاهرة الترامبية مكانة خاصة داخل مشهدا دوليا معقدا وعبثيا لم تشهده يوميات العلاقات بين الدول منذ موفى الحرب العالمية الثانية…
فقرارات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإبطال العمل بالاتفاق النووي الايرانى والتحرش أحيانا بالخصم الكوري الشمالي ومغازلته أحيانا أخرى يجعل من “ترامب” شخصية استثنائية بجميع المعايير تستحق الدرس والبحث على الصعيد السلوكي بعيدا عن ضجيج السياسة المخاتل…
فى هذا الصدد أجمع عددا من خبراء الخطوط أنّ توقيع ترامب “المعقّد والغير نمطي” قد يحمل بعض عناصر الإجابة عن الشخصية المركبة والعدوانية لترامب وما يترتب عن ذلك من استتباعات جيو إستراتيجية خطيرة,,,
فخبيرة الخطوط Sylvie Chermet-Carroy تؤكد ” بأنّ جميع التوقيعات لا تتشابه فيما بينها، فكل إمضاء يتفرّد عن غيره ليكشف عن المزاج الخاص لكل موقّع وبالتالي عن جزءا من شخصيته”…
فالالتجاء إلى تقنية فكّ شفرة توقيعات Décryptage de signature الشخصيات المؤثرة فى العالم عادة وتقليدا استخباراتي قديم تداولته العديد من الأجهزة الاستعلامية الكبرى، من اجلها تجنّد طوابير من خبراء الخطوط، وعلى ضوءها تستكمل عملية وضع سيناريوهات كيفية التعامل مع هذه الشخصية او تلك…
كما أنها تشكّل أحد المباحث الأكاديمية الجديدة الجاذبة لمئات من طلبة الماجستير والدكتورة فى تخصصات علم النفس الاجتماعي والسياسي على وجه الخصوص …
فالتوقيع باتجاه الأسفل او الأعلى -la signature vers le haut ou vers le bas- يعبر عن منسوب محدد من التفاؤل او التشاؤم لصاحب التوقيع، والتوقيع الخطى المسترسل الغير منحن -la signature droite -يستبطن شخصا متزنا ومتحفظا فى نفس الوقت أما التوقيع الممطّط فى الطول -على غرار توقيع دونالد ترامب – قد يعكس شخصية نرجسية عالية مغرقة فى الأنا …
وبحسب محللة الخطوط بالمعهد البريطاني “تريسى تروسل” فانّ “الكتابة الكبيرة والخطوط المائلة فى توقيع ترامب، تشير إلى مجموعة كاملة من الخصائص التى يتميز بها، فتوقيع الرئيس الامريكى المنتخب يعكس الطموح الجامح، والديناميكية وعدم الخوف، إضافة إلى أنه متعطش للسلطة، ويجمع بين التصميم والعناد على حد السواء” لتضيف القول ” بالرغم من أن طبيعة شخصية ترامب تتميز بالقوة، فانه حذرا جدا ” فالمراوحة بين المغامرة والحذر فى شخصية ترامب قد تفسر تغيّر مواقفه من الضد للضد، منها قراره الأخير المفاجئ بإلغاء لقاء مبرمج بالزعيم الكوري الشمالي ثم العودة عن القرار فى غضون سويعات فقط من خلال التعبير عن الترحاب مجددا بعقد نفس القمة …
كما تؤكد نفس الخبيرة “بان تحليل توقيع ترامب لم يخل من المفاجآت أيضا، إذ ان الحروف الطويلة فى التوقيع تؤشر بأنه ليس عنيدا كليا كما يظن الناس، وانه يمتلك شيئا من المرونة” لتختم القول أنه “ليس على العالم إلا أن ينتظر ويرى” …