تداعيات الأزمة في الجامعة: السلطة تكتفي بالفرجة.. والجريء في ورطة

بقلم: محمد عبدلي-

نجح الخماسي الغاضب صلب المكتب الجامعي (أمين موغو وسنان بن سعد وبلال الفضيلي وحنان السليني ومحمد الحبيب مقداد) في تحريك المياه الراكدة في الجامعة التونسية لكرة القدم ليكونوا أول من شقّ عصا الطاعة على وديع الجريء طيلة ست سنوات من حكمه.

نجاح الخماسي تمّت شيطنته طورا بالإشاعات على غرار ترشيح أمين موقو لمنصب وزير الشباب والرياضة بدعم من كمال اللطيف وطورا آخر باتهامهم بتغليب الانتماءات والسعي خلف الولاءات ولكن التاريخ سيسجّل لهم موقفا فشل في اتخاذه رؤساء الأندية الكبرى ومسؤولون سابقون وحاليون أكثر منهم خبرة وتجربة.

تداعيات الانشقاق

يمكن التأكيد أن الانشقاق الحالي صلب المكتب الجامعي قد أحدث شرخا عميقا في العلاقة بين وديع الجريء وبين أعضاء مكتبه وعرّى عديد الحقائق التي كان مسكوتا عنها والتي تؤكد ما كنا ذهبنا إليه في مقالات طيلة السنوات الماضية عن “ديكتاتورية” وديع الجريء وتسلطه على الجميع.

الخماسي المنشق نجح في إعادة تسليط الضوء على رئيس الجامعة في علاقة بمحيطه خصوصا أن الرجل ظل يتعامل مع الجامعة والكرة التونسية كأنه يحرث أرضا توارثها عن الأجداد.

سياسة الجريء التي تعتمد أساسا على الانفراد بالرأي تعكس بما لا يدع مجالا للشك الحالة السوداوية التي تعيشها الكرة التونسية في السنوات الست الأخيرة والتي رافقتها الشبوهات وتلاعب بالنتائج في مختلف الأقسام.

السلطة والموقف السلبي

اكتفت السلطة السياسية سواء وزارة الشباب والرياضة أو الكتابة العامة للحكومة بالمتابعة حيث لم تتدخل سواء لإذابة جليد الخلاف صلب الجامعة أو حتى للاستفسار حول ما يحدث صلبها.

السلطة ظلّت عاجزة وهو ما يفسّر تغوّل وتنمّر وديع الجريء على غرار تربّص المنتخب الوطني في قطر الذي وبتعلة مجانيّته كان خرقا لسياسة الدولة وموقفها المحايد إزاء الأزمة الخليجية.

توهان السلطة وتخبطها جعل الجريء يتحكّم في الكرة التونسيّة ويسيّرها كما يريد دون أن يلقي بالا لأيّة انتقادات أو معارضة خصوصا أنّه تمرّس في تأديب معارضيه من الأندية عبر سلاح التحكيم أما المعارضات الفردية فهو لا يتوانى عن استقطاب بعضها أو تحييد البعض الآخر ليتواصل حكمه دون ضوضاء.

الجريء في ورطة

اليوم وبعد الضجّة التي أحدثها انشقاق المكتب الجامعي بات وديع الجريء في ورطة رغم أنه لا يتورّع في لعب دور البطولة.

الجريء وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه ذلك أنّ الخيارات أمامه لا تزيد عن اثنين الأول هو أن يواصل سياسته في الهروب إلى الأمام أما ثانيا فهو خيار التهدئة وإعادة ترتيب البيت.

وفي كلتا الحالتين فإنه ليس في وضعية مريحة فتواصل الأزمة لا يخدم مصلحة المنتخب كما أنّ الأندية الغاضبة بدورها على الجريء وخاصة النجم الساحلي والنادي الصفاقسي لن تكتفي بالفرجة وستحاول بدورها الركوب على الحدث في محاولة لإردائه عن منصبه.

معطى آخر لا يقل أهمية وهو أن تواصل انفراده بالرأي سيجعل كل القرارات المستقبلية محل تشكيك وهذا ما سيسهم في اهتزاز صورته ويفقد الجامعة مصداقيتها وهي دون شك نقاط لا تغفل عن الجريء.

أما في حالة ما اختار سياسة الهروب إلى الأمام فإنه سيكون قد تحدّى معارضة واسعة داخل وخارج مكتبه ومن يحارب الجميع فأكيد أنه سيضيع يا وديع !!

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.