بعد مرور اربع سنوات على انتخابات 23 أكتوبر 2011، والتي أنتجت مجلسا تأسيسيا، كانت حركة النهضة الحزب الأكثر تمثيلية فيه، رصدت حقائق أون لاين، موقف الحزب الفائز بانتخابات 26 أكتوبر 2014 والتي أطاحت بحركة النهضة وأعطت الأغلبية لحركة نداء تونس في الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وفي هذا السياق، قيّم القيادي في نداء تونس، عبد العزيز القطّي، في تصريح لـحقائق أون لاين، اليوم الجمعة 23 أكتوبر 2015، فترة حكم الترويكا، واصفا إيّاها بـ"الفترة الرديئة جدا في تاريخ تونس"، وفق تقديره.
وأضاف أن حركة النهضة وحزب التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات والمؤتمر من أجل الجمهورية، انقلبوا على إرادة الناخبين، باعتبار أنه تم انتخاب المجلس التأسيسي لمدة سنة، كان من المنتظر أن تتوج بصياغة دستور وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية.
واعتبر القطّي، أن الترويكا الحاكمة آنذاك، وحركة النهضة بالأخصّ، انتهجت سياسية الاستيلاء على الحكم وتحويل وجهة المجلس التأسيسي، من أجل السيطرة على مفاصل الدولة، وفق تعبيره.
وتابع القطي قائلا "فترة حكم الترويكا تميزت بالاغتيالات والعنف وتنامي الإرهاب الأمر الذي دعا نواب التأسيسي إلى الخروج عن قبة المجلس والاعتصام في الشارع خلال اعتصام الرحيل الذي يعتبر الحلّ السحري الذي لعب دوره التاريخي"، مشيدا بالدور الذي لعبه نداء تونس في خلق توازن سياسي وإنجاح الحوار الوطني الذي جنّب البلاد العديد من المخاطر، وفق تقديره.
من جهته، قال عضو مجلس شورى حركة النهضة، عبد اللطيف المكّي، في تصريح لحقائق أون لاين، أن تجربة حكم الترويكا تعد تجربة ناجحة.
وقال المكّي:" اذا قيمنا بطريقة موضوعية، فإن الترويكا نجحت في خلال فترة حكمها في معالجة عديد القضايا الوطنية، على غرار، تخفيض نسبة البطالة، والعمل على إصلاحات هيكلية في الدولة وخاصة في المؤسستين العسكرية والأمنيّة".
وأضاف عبد اللطيف المكي، أنّ فترة حكم الترويكا تميزت أيضا بوجود بعض النقائص منها العائدة إلى أسباب ذاتية والأخرى الناتجة عن تجاذبات حزبية ومحاولات عديد الأطراف التشويش على عمل الحكومة حينها.
وأردف بالقول ان "الترويكا نجحت في تحقيق الوفاق وفي تسليم السلطة رغم محاولات الانقلاب والتشويش عليها، من خلال نصب الخيام أمام الولايات والدعوة الى إنشاء هياكل موازية"، لافتا إلى أن كل تلك المحاولات تدخل في إطار الحقد إيديولوجي، وفق تعبيره.
واعتبر محدّثنا، أن خير دليل على تقييمه، أن الحكومات التي جاءت بعد فترة حكم الترويكا، بما فيها حكومة مهدي جمعة وحكومة الحبيب الصيد، لم تكن متميزة في عملها عن حكومات الترويكا، وفق تقديره.