استنفرت تونس قواتها الأمنية لتعزيز مناعتها في مقاومة جرائم ظاهرة غير النظامية التي باتت سرطانا يؤرقها ويتفشى في أكبر مدنها وذلك بعد عقدها اتفاقا مع الدول الأورومتوسطية يتعلق بهذا الملف.
وأطلقت وزارة الداخلية حربا ضروسا ضد شبكات وبارونات تنظيم رحلات "الحرقة" وعززت السلطات الأمنية استراتيجية مقاومة الهجرة غير النظامية سيما في ولاية صفاقس التي يزدهر فيها الاتجار بالبشر.
وشنت قوات الأمن أمس الجمعة حملات ومداهمات مكثفة في معتمديتي العامرة وجبنيانة لملاحقة منظمي عمليات اجتياز الحدود خلسة.
وتم ايقاف عشرات الاشخاص المشتبه في كونهم متورطين في تنظيم رحلات الهجرة وصناعة السفن الحديدية وايواء مهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء.
وتم خلال المداهمات تفعيل استنفار أمني ومداهمة أماكن يشتبه في ايوائها منظمي الهجرة عبر مدرعات ومروحيات تابعة للحرس الوطني معززة بكم هائل من أعوان الأمن.
وتطلق الوحدات الامنية طائرات درون لتصوير مناطق في معتمديات صفاقس يشتبه في ايوائها لمهاجرين وتصنيع سفن خديدية.
واستثنت الحملات الأمنية المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء ولم يتم ايقافهم أو ملاحقتهم.
وتأتي هذه الحملات الأمنية المشددة بعد توقيع اتفاق بين تونس وأوروبا لمكافحة الهجرة غير النظامية.
ووقع الاتحاد الأوروبي وتونس مذكرة تفاهم من أجل «شراكة استراتيجية شاملة». ويُقدّم الاتحاد الأوروبي بمقتضى هذه الاتفاقية مساعدة مالية لتونس، التي ستعزز في المقابل كفاحها ضد الهجرة غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط.
ويلتزم الاتحاد الأوروبي بمساعدة تونس، في جهودها الهادفة إلى الرفع من النمو الاقتصادي، بهدف بناء نموذج تنمية مستدام وغير اقصائي، وذلك من خلال صياغة سياسات ملائمة تضعها تونس، وتشمل كلا من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
وسيتم مناقشة دخول هذه المقاربة حيز التنفيذ خلال الثلاثي الثالث من سنة 2023 ، حيث سيرافق الاتحاد الأوروبي الإصلاحات المحددة عبر دعم الميزانية بمبلغ سيمنح كاملا بعنوان سنة 2023.
كما يتعهد الاتحاد الاوروبي بمواصلة بذل الجهود لملاءمة ممارسات الدول الاعضاء في مجال منح تاشيرة « شينعن » للاقامة القصيرة لتسهيل حصول المواطنين التونسيين على هذه التأشيرة من خلال آلية محلية للتعاون شنغن.
ويمكن تحقيق هذه الاهداف المرسومة من خلال تعاون واسع النطاق في مجال التربية والبحث والتجديد ويتضمن دعما لبرامج الاتحاد الاوروبي على غرار « اوريزون اوروبا » ايراسموس + » وأوروبا المبدعة.
