تايكواندو: عبد الستار البرهومي: لهذه الأسباب اختاروني من بين أفضل الحكام في العالم

صنعت رياضة التايكواندو في بلادنا منذ انبعاثها عدة أبطال (لاعبين ومدربين وحكاما) يملكون من الخبرة والكفاءة الشيء الكثير وهو الأمر الذي جعلهم يشرفون تونس في كافة المحافل الدولية والقارية منها ويرفعون رايتها عاليا ويحصدون النجاحات والمراتب الأولى في كافة المشاركات.ولعل من أبرزهم وفي قطاع التحكيم والعضو الجامعي بالمكتب الجامعي الحالي الذي تدرج نحو النجومية في ميدان التحكيم وأصبح ذا شهرة عالمية ومحل احترام وثقة كافة أهل الاختصاص.

التقيناه بمقر الجامعة التونسية للتايكواندو في حوار مثير وشيق ..عن مسيرته الرياضية كلاعب ثم مدرب ثم حكم دولي ورئيس لجنة التحكيم وعضو المكتب الجامعي الحالي …تطالعونه كما يلي :

1 – لو تقدم لنا نفسك ؟

عبد الستار البرهومي رئيس لجنة التحكيم وعضو المكتب الجامعي بالجامعة التونسية للتايكواندو.أصيل معتمدية السرس من ولاية الكاف .العمر 51 سنة .متزوج وأب لطفلين.بدأت مسيرتي الرياضية سنة 1979 وعمري 16 سنة.ولعت بهذه الرياضة من خلال مشاهدتي لأفلام " بروسلي" حيث تحولت لنادي " أزاي كلوب" بالباساج وسجلت اسمي هناك وأصبحت أتدرب بانتظام في هذا النادي ولعل من أبرز الطرائف التي عشناها أنني تحولت مع صديقي لهذا النادي وقد ارتدى بدلة رياضية وحزاما اسود وقد انبهر الموجودون بالقاعة كيف لطفل صغير أن يحصل على حزام أسود لأن مدرب القاعة حينها لم يكن حاصلا على حزام أسود وبقيت بهذه القاعة طيلة 7 سنوات وتحصلت على حزام أسود درجة أولى.

وفي سنة 1987 بدأت أدرب بقاعة مقرين حي شاكر ثم سيدي رزيق والمروج ورادس وبقيت طيلة 10 سنوات أدرب بجهة الياسمينات ببن عروس قرب محل سكناي ثم كونت نادي سيدي مصباح بالجهة وكنت أشرف على تدريب حوالي 170 لاعبا من بينهم عناصر التحقت فيما بعد بالمنتخب الوطني للتايكواندو نذكر منهم هيكل الجويدي وزن ثقيل ومنال السالمي…بعد هذه التجربة دخلت قطاع التحكيم وقمت بالعديد من التربصات وتدرجت في درجات التحكيم وفي سنة 2000 تاريخ انبعاث أول جامعة مستقلة بتونس اجتزت اختبار حكم دولي وأول شارة دولية تحصلت عليها بمصر سنة 2005 وحظيت بمنصب رئاسة لجنة التحكيم. وفي نفس السنة قدمت استقالتي وغادرت القطاع وأصبحت أنشط على المستوى الدولي.

2 – ماهي أبرز مشاركاتك الدولية ؟

شاركت كحكم دولي في 5 بطولات عالم و2 كؤوس عالم صنف كيروقي حيث حكمت أول بطولة عالم بالفيتنام للتايكواندو سنة 2006 وفي سنة 2007 بطولة العالم بالصين بيكين (صنف أكابر) وفي سنة 2008 حكمت بالألعاب الأولمبية ببيكين وحكمت أيضا سنة 2009 في بطولة العالم في أذربيدجان للمعاقين وأيضا في بطولة العالم أكابر في الدنمارك وفي سنة 2010 ببطولة العالم بالمكسيك صنف الأواسط. أما عن كؤوس العالم فقد شاركت كحكم سنة 2007 في كاس العالم أكابر في تايلاندا وفي سنة 2009 كأس العالم أكابر بأذربيدجان. كما حكمت في تصفيات الألعاب الأولمبية للتايكواندو (كيروقي) سنة 2007 بمانشستر بانقلترا ثم في الفيتنام كما شاركت كحكم في تصفيات الألعاب الأولمبية بغواتيمالا (أمريكا الجنوبية)سنة 2007 أيضا واعتذرت عن المشاركة في تصفيات الألعاب الأولمبية بأستراليا وفي سنة 2008 شاركت في تصفيات تركيا ثم في الألعاب التجريبية ببيكين Tests events olympique .كما شاركت في تصفيات الألعاب الأولمبية للشباب بالمكسيك سنة 2010 كما تلقيت دعوة للتحكيم ببطولة العالم أكابر سنة 2005 بإسبانيا لكني اعتذرت لأسباب شخصية.

كما حكمت 6 بطولات افريقية وقمت بتسيير 3 منها : بطولة إفريقيا  بالسينغال سنة 2001 وبطولة إفريقيا بالكاميرون سنة 2009 وبطولة إفريقيا بليبيا سنة 2010 .كما قمت بتسيير 3 بطولات كنائب رئيس لجنة التحكيم وعضو بلجنة التحكيم بالإتحاد الإفريقي. حيث سيرت سنة 2011 في الألعاب الإفريقية بالموزمبيق كما أسندت لي خطة رئيس لجنة التحكيم في بطولة إفريقيا بتونس للأواسط سنة 2009 وبطولة إفريقيا بتونس 2014.كما حكمت في عدة دورات دولية مفتوحة منها دورة اسبانيا المفتوحة سنة 2000 ودورة دبي المفتوحة سنة 2002 ودورة ألمانيا المفتوحة سنة 2003 وأيضا الألعاب العربية بالجزائر سنة 2004 والبطولة العسكرية بليبيا سنة 2006 ونهائيات البطولة المغاربية بالمغرب الرباط سنة 2005 كما سيرت في البطولة الوطنية كرئيس لجنة التحكيم في نفس السنة.كما سيرت نهائيات البطولة الوطنية بالجزائر سنة 2009 وألعاب البحر المتوسط بتونس سنة 2009 وبطولة العالم بشان شون بكوريا سنة 2011 .

كما حكمت 2 كؤوس عربية بشرم الشيخ (مصر) سنة 2005 و2007 والدورات الدولية المعتمدة بالإتحاد الدولي : دورة دولية مفتوحة بالإسكندرية في مصر في تسيير الحكام سنوات 2005 و2006 و2008 و2009.

3 – تحصلت على شهائد تدريب مدربي التايكواندو بالتوازي مع شهائد التحكيم.. كيف كان ذلك؟

سنة 2009 اجتزت اختبار مدرب دولي للمدربين وتحصلت على شهادة تدريب المدربين في مصر كما تحصلت سنة 2009 على شهادة مدرب دولي بالكاميرون في تسيير اللاعبين أثناء المباريات.

4 – وفقت في التحكيم بين الاختصاصين كيروقي وبومزي في نفس الوقت ما سر ذلك ؟

هذا صحيح ففي بادئ الأمر تحصلت على شهادة حكم اختصاص كيروقي وفي سنة 2005 اجتزت اختبارا دوليا للتحكيم صنف بومزي وأنا الآن حكم دولي درجة أولى كيروقي وحكم دولي درجة ثانية بومزي ومتحصل على الحزام الأسود درجة 7.

5 – تم اختيارك من بين أفضل الحكام في العالم في رياضة التايكواندو في عدة مناسبات ؟

نعم فقد تحصلت على شهادة أفضل 4 حكام في العالم في الألعاب الأولمبية ببيكين سنة2008 كما نلت شهادة أحسن حكم ببطولة افريقيا بالكاميرون سنة 2009 وأيضا أحسن حكم في دورة الإسكندرية المفتوحة بمصر سنة 2009 وأحسن حكم في كاس سفارة كوريا بتونس سنة 2010 .كما ترشحت للألعاب الأولمبية لندن 2012 في مجموع الحكام وشاركت في دورة الحكام الأولمبيين أذربيدجان 2011 كما أني أشغل خطة عضو لجنة التحكيم بالإتحاد العربي بمصر وعضو لجنة التحكيم بالإتحاد الإفريقي بمصر ورئيس اللجنة الوطنية للتحكيم بتونس منذ سنة 2012 وعضو المكتب الجامعي الحالي مكلف بقطاع التحكيم.

6 – نظرا للمشاكل التي عاشتها الجامعة سابقا خيرت الانسحاب والبقاء بعيدا لفترة طويلة.كيف ذلك  ؟

انضممت للجامعة التونسية للتايكواندو كمسؤول في قطاع التحكيم في أواخر سنة 1999 وبقيت طيلة 6 سنوات ثم انسحبت نظرا للمشاكل المتراكمة في الإدارة الفنية آنذاك التي ترأسها  شخص أهدافه تعيين أشخاص موالين له وكان الاختيار عشوائيا دون كفاءة أو خبرة والدليل على ذلك أن قطاع التحكيم كان مهمشا والنتائج والأرقام خير دليل على ذلك ومن سنة 2006 إلى سنة 2012 لم يتحصل على الشارة الدولية سوى 3 حكام وانسحب 2 ولم يتجاوز عدد الحكام في كامل تراب الجمهورية 25 حكما.

7 – هل اعترضتك صعوبات خلال هذه المسيرة الحافلة ؟

تعرضت لصعوبات كبيرة جدا خاصة المادية خلال مسيرتي لأن هذه المسيرة تتطلب الكثير من المال كما أن الجامعة آنذاك كانت لا تدعمنا ماديا ولما أصبحت أبرز في وسائل الإعلام السمعية والمرئية بداية من 2007 وأمثل تونس كأحسن تمثيل أصبحت الجامعة تساعدني ماديا وتقتني لي تذكرة السفر لكن ولعلمك فقد أنفقت كثيرا من مالي الخاص كما أني سعيد لأني مثلت بلادي أحسن تمثيل في كافة المشاركات الدولية والقارية كما أني كسبت ثقة الكثيرين وعرفت العديد من الأشخاص والعلاقات في هذا المجال وقدموا لي النصائح.

8 – من ساندك في هذه الرياضة لتحقيق هذه النجاحات ؟

ساندني والدي المرحوم حمودة ووالدتي مليكة . كانا يتمنيان لي النجاح والتوفيق دائما أما في هذه الرياضة فقد ساندني معنويا السيد حبيب الخذيري الذي قدم لي النصائح ووجهني وساعدني كي لا أبتعد عن هذه الرياضة.

9 – كلمتك الختامية ؟

أمنيتي الوحيدة أني أشاهد منتخبنا الوطني متوجا بميداليات في الألعاب الأولمبية 2016 بريو دي جنيرو كما أتمنى النجاح والتوفيق للعائلة الموسعة للتايكواندو من لاعبين ومدربين وحكام وخاصة المنتخب الوطني .فمنذ انتخاب المكتب الجامعي الحالي تحسنت رياضة التايكواندو وحققت تتويجات أكثر من السابق :3 ميداليات في بطولة العالم وتتويجات أخرى في الدورات المفتوحة.كما أن هناك استقلالية كاملة بين الجامعة والرابطات وهذا المكتب الجديد سيساهم في رفع مستوى المدربين الذي سيعود بالفائدة على لاعبي المنتخب الوطني قادما .كما تحققت عدة انجازات منها ارتفاع عدد المدربين المتحصلين على الدرجة الأولى وهناك تربصات دولية للمدربين في كوريا وتضاعف عدد الحكام الدوليين عدة مرات مقارنة بالفترات السابقة.كما أن مستوى النتائج أصبح أفضل لأن المكتب الجامعي الحالي ورئيس الجامعة من أهل الاختصاص. ففي الفترة الحالية وفي ظرف سنة أصبح لدينا 10 حكام دوليين في التايكواندو تحصلوا على الشارة الدولية وارتفع عدد الحكام في كل الجهات والرابطات وتجاوز عددهم ال 120 حكما وأصبح لدينا الواقي الإلكترونيو قد تم اقتناؤه من كوريا وهناك 4 حكام بصدد إجراء امتحان حكم دولي في كوريا.

أما المشاكل التي نعانيها أساسا فهي قلة الموارد الذاتية والمبلغ الذي نحصل عليه من سلطة الإشراف لا يتماشى والأهداف المرسومة.كما أتمنى تركيز قواعد التحكيم للأجيال القادمة ليستفيدوا منها ويحققوا المزيد من النجاحات لهذه الرياضة.

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.