تاريخ الرسائل المسمومة في تونس

 يسرى الشيخاوي- 

تعيش تونس، منذ البارحة، على وقع نبأ محاولة تسميم رئيس الجمهورية قيس سعيد عبر رسالة مسمومة، الأمر الذي يعيد إلى الذاكرة حادثة شهدتها تونس منذ سنتين إذ تم إرسال رسائل بريدية تحتوي على مواد سامة إلى شخصيات عامة.

قصة الرسالة المسمومة التي وصلت إلى القصر.. 

غصت وسائل الاعلام والصفحات الاجتماعية بخبر محاولة تسميم تسميم رئيس الجمهورية عبر رسالة، وسط أنباء عن فتح الرسالة من قبل مديرة الديوان الرئاسي وتعرضها إلى الإغماء. 

ووسط سيل الأنباء الذي لا يتوقف لازمت رئاسة الجمهورية الصمت فيما تحدّثت مصادر رسمية جزائرية وليبية عن محاولة تسميم الرئيس التونسي، لتصدر الرئاسة بلاغا مساء اليوم بلاغا توضيحيا بخصوص الحادثة.

وجاء في البلاغ أن رئاسة الجمهورية تلقّت، يوم الإثنين 25 جانفي 2021، حوالي الساعة الخامسة مساء، بريدا خاصا موجها إلى رئيس الجمهورية يتمثل في ظرف لا يحمل اسم المرسل.

وتولت الوزيرة مديرة الديوان الرئاسي فتح هذا الظرف فوجدته خاليا من أي مكتوب، ولكن بمجرد فتحها للظرف تعكر وضعها الصحي وشعرت بحالة من الإغماء وفقدان شبه كلي لحاسة البصر، فضلا عن صداع كبير في الرأس.

ويشار إلى أن أحد الموظفين بكتابة رئاسة الديوان كان موجودا عند وقوع الحادثة وشعر بنفس الأعراض ولكن بدرجة أقل، ولكن يتسن إلى حد هذه الساعة تحديد طبيعة المادة التي كانت داخل الظرف علما وأنه قد تم وضعه في في آلة تمزيق الأوراق قبل أن يتقرر توجيهه إلى مصالح وزارة الداخلية وأنه لم.

19 رسالة بريدية سامة.. 

وفي انتظار نتائج الأبحاث لتحديد طبيعة المادة السامة التي يحويها الظرف وهو ما تحيل إليه الأعراض التي انتابت مديرة الديوان الرئاسي، من الضروري الإشارة إلى أن تونس عرفت في غرة مارس من سنة 2019 حادثة أسالت الكثير من الحبر في علاقة بالرسائل المسمومة.

وكانت المصالح التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني قد تمكّنت في عملية استباقية وبعد التنسيق مع النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب، من حجز 19 رسالة بريدية تمت إحالتها على المصالح الأمنية المختصة لإجراء الاختبارات الفنية اللازمة التي أكّدت احتواءها على مواد سامة، وفق ما ورد في بلاغ صادر عن وزارة الداخلية التونسية.

وعن هذه الحادثة، قال وزير الداخلية آنذاك هشام الفوراتي إنّ توجيه رسائل بريدية تحتوي مواد سامة إلى شخصيات عامة، سابقة في تاريخ تونس معتبرًا ولو لم يقع اعتراضها لحصلت كارثة.

 وأضاف الفوراتي أنه قد تم "اعتراض 19 رسالة تحتوي على مواد سامّة، اتّضح عند تحليلها بمخابر المصالح الأمنية أنها خليط يؤدي في صورة استنشاقه إلى إصابة الشخص المُستهدف"، داعيًا الشخصيات الرسميّة والعامّة إلى الحيطة والحذر.
تاريخ الرسائل المسمومة في تونس..
وعلى عكس الفوراتي الذي اعتبر تلك الحادثة سابقة، أكّد رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل رفيق الشلي أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اللجوء إلى الطرود البريدية لاستهداف بعض الشخصيات.
وبيّن الشلي في تصريح لموقع "ألترا تونس" إثر حادثة الـ19 رسالة المسمومة، أن تونس عرفت مثل هذه الحوادث في فترة السبعينيات والثمانينيات إذ تم الكشف عن طرود تحوي مواد سامة ومتفجرات في نطاق مراقبة الطرود في مراكز البريد وفي المصالح الأمنية، على حدّ تعبيره.
وأشار إلى أنّ الطرود البريدية هي إحدى الوسائل التي يمكن أن يستعملها الإرهابيون أو المعارضون للنظام لأنها تستهدف أشخاصًا معيّنين على اعتبار أن الطرد أو الرسالة توجّه فقط إلى الشخص المستهدف.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.