بعد غياب طال أمده أطل سليم الرياحي ليدلي بتصريح مبعثر تهافت البعض ليجمعه في حوارات غلب عليها البحث عن السبق دون سعي وراء الحقيقة. تصريحات رئيس النادي الإفريقي أكدت بما لا يدع مجالا للشك أنه يسير في واد والفريق في واد آخر ، ذلك أن تحليلاته كانت تتمحور حول الأوضاع في فريق آخر وبطولات أخرى ولا ترتقي إلى ما هو عليه الأمر في ناديه.
تصريحات الرياحي جاءت لتؤكد أن الإفريقي يتجه نحو المجهول . فالأخطاء أكثر من أن تحصى ومع هذا يصر رئيس نادي باب الجديد على عدم الاعتراف بالخطأ بل وعلى المكابرة وهو ما يقودنا قسرا إلى التسليم بأن الحال لن ينصلح أبدا . فمن المعلوم أن أولى خطوات تصحيح المسارات تمر عبر الاعتراف بالأخطاء ثم يكون الانطلاق من جديد إلا أن هذه النظرية لا تجد طريقها إليه.
ومن الطبيعي أن يزعم الرياحي ما يريد طالما أن له هيئة كرتونية لا تتحرك إلا لتؤدي فروض الطاعة والولاء للرئيس.. هيئة لم يتبق منها إلا أربعة أنفار لا يجتمع بهم إلا نادرا لذر الرماد على الأعين فيما تبقى سلطة القرار معلقة هناك بين أروقة بناية "الفوروم" في البحيرة.. مراد قوبعة وسليم دولة هما بالأساس كلمة السر في كواليس الإفريقي فبيدهما الحل والربط . أما مجدي الخليفي ونبيل السبعي وعماد المناعي ومحمد المنوبي الفرشيشي الرباعي المتبقي من قائمة الرياحي المنتخبة فيكفيهم أن لهم صفة مسؤول بالإفريقي حتى وإن لم يستحقوها..
قد نجد عند السبعي ما لا نلقاه عند البقية خصوصا أن له دورا مهما في مرور الفريق إلى بلاي أوف الموسم الماضي . أما الاخرون فيمكن التأكيد أن "جور الزمان" فقط هو من أتى بهم إلى الإفريقي .فالخليفي كان بمثابة عدو الفريق من الداخل أما الفرشيشي والمناعي فمع احترامنا لهما فقد كانا تتمة عدد لا غير.
نادي باب الجديد خسر في سنة ونصف أفضل المسيرين على غرار صالح الثابتي وسمير السليمي ورشيد الزمرلي ومهدي الغربي ، وذلك بفعل تحركات الكواليس التي تجد مباركة الرئيس الذي ضحى بالسليمي ليرضي برهان بسيس ، وأرغم صالح الثابتي على الاستقالة إكراما لمراد قوبعة ، فيما دفع بمهدي الغربي وزميليه رشيد الزمرلي ويوسف العلمي دفعا نحو باب الحديقة لغاية في نفس ملعون..
الإفريقي خسر خيرة من أنجب الفريق تسييريا مقابل منح جميع السلطات إلى مسؤولين لا يمتون بأية صلة إلى الفريق إذ أن الثلاثي الذي يحكم قبضته على النادي ينتمي إلى منافسيه وجدانيا . فصديق القديدي وسليم دولة "محبان" للترجي الرياضي. أما مراد قوبعة فهو "سياسيست" حد النخاع وبالتالي لا يمكن انتظار حصاد ايجابي فالكرة انتماء وولاء ومن لا انتماء له لا ولاء له..
بالمحصلة يمكن التأكيد أن فريق الشعب يجني حاليا ضريبة ضعف هيئته وتشتت القرار بين أيادي لا تنتمي إليه في وقت يواصل فيه رئيس الفريق المضي في غيه وهو يفسر الواقع المتردي بمصطلحات صارت اليوم من تاريخ المعجم السياسي على غرار مندسين وما شابه ذلك…