بقي المتمتّع بالعفو التشريعي العامّ والمضرب عن الطعام منذ شهر كامل وليد عزّوزي حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الاربعاء 16 جويلية 2014 ممدّدا على سرير بقسم الاستعجالي التابع لمستشفى شارل نيكول بالعاصمة.
الوضع الصحيّ لعزّوزي بلغ درجة عالية من الخطورة حيث تعرّض لغيبوبة استوجبت نقله الى المستشفى واجراء تحاليل أفاد الطبيب المباشر على اثرها بكون المذكور قد يتعرّض لسكتة قلبية نتيجة الضعف الشديد على مستوى الخلايا، وفقا للصفحة الرسمية لاضراب جوع العمل والكرامة على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك.
من جهته، أكّد رئيس لجنة مساندة الاضراب شكري لطيّف لحقائق أون لاين أنّ "وليد عزوزي رفض الامعان لأمر الأطباء بوقف الاضراب عن الطعام وذلك احتجاجا على مواصلة الحكومة انتهاج سياسة عدم الاكتراث واللامبالاة".
"اضراب جوع العمل والكرامة" شنّه يوم 16 جوان الماضي السجينان السياسيان السابقان أيوب عمارة ووليد عزّوزي ليلتحق بهم فيما بعد أربعة رفاق لهم يشاركونهم وجع البطالة وهمّ الاهمال المتعمّد من قبل الحكومات المتعاقبة.
شكري لطيّف شدّد على كون حكومة مهدي جمعة لم تلق بالا للمراسلات العديدة التي تقدّمت بها اليها كلّ من لجنة مساندة الاضراب وجمعيات ومنظمات مدنية بغرض لفت انتباهها الى وجود ستة شباب تونسيين ناضلوا ذات يوم من أجل الوطن قبل أن تسلبهم الدولة حقهم الشرعي في التشغيل وكسب الرزق. حيث بيّن محدّثنا أن رئيس الحكومة مهدي جمعة ورئيس الجمهورية المؤقت محمد المنصف المرزوقي ووزير العدل حافظ بن صالح قد تبلّغوا جميعهم بطلب لقاء لحلّ اشكال المضربين عن الطعام الستة غير أنّهم صمّوا آذانهم عن صوت الموت المحدق بهم.
بعض نواب المجلس التأسيسي الذين أدّوا زيارات الى مقرّ الاتحاد العام لطلبة تونس للاطمئنان على الوضع الصحي للمضربين، اقترحوا مشروع فصل قانوني جديد يتعلّق بتنفيذ قرار العفو العام وادماج المتمتعين به في الوظيفة العمومية من خلال تعديل الميزانية التكميلية .
غير أنّ رئيس لجنة مساندة اضراب جوع العمل والكرامة شكري لطيّف يرى أن الحلّ سياسي بامتياز، حيث قال "يكفي أن يصدر جمعة منشورا يقضي بتشغيل المتمتّعين بالعفو العامّ حتى يحلّ الاشكال". وأضاف "لكن للأسف، الارادة السياسية ليست موجودة".
بدخول الاضراب يومه الحادي والثلاثين، يدقّ الوضع الصحي لوليد ورفاقه ناقوس الخطر، هم الذين سبق نقلهم الى المستشفى في وقت سابق لتعرّضهم الى نوبات اغماء متفرقة. ولا ندري ما اذا كانت الحكومة ستسمع لصوت معدة عزّوزي الخاوية وقلبه الضعيف أم أنها ستواصل اعتماد منهج اللامبالاة بمطالب شباب ساهم في اندلاع انتفاضة شعبية هتف فيها المحتجون بشعار "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" ..
التشغيل في الدول المتقدمة مشروط بوجود شهادة عليا تضمن الكفاءة العلمية لطالبه، فهل سيغدو في بلادنا مشروطا بالاستظهار بشهادة وفاة تضمن حسن السلوك التكنوقراطي لصاحبه؟!