بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة: صدور كتاب “الإعلام والانتقال الديمقراطي في العالم العربي”

 قسم الثقافة –

أصدرت "دار سوتوميديا" للنشر بتونس والشبكة العربية لعلوم الإعلام والاتصال كتاب "الإعلام والانتقال الديمقراطي في العالم العربي" بمناسبة الذكرى الثامنة للثورة التونسية، حيث يحلّل الكتاب دور وسائل الاعلام في الانتقال الديمقراطي في دول عربية مختلفة خاصة التي شهدت تطورات اجتماعية وسياسية منذ سنة 2011، ويحتوي على 16 بحثاً ويشارك فيه أكاديميون من 10 دول عربية ويصدر عن دار النشر سوتوميديا بتونس والشبكة العربية لعلوم الإعلام والاتصال.

وجاء في مقدمة الكتاب: "بالعودة إلى تداخل المقاربات التشخيصية لواقع الإعلام العربي بعد 2011 وخاصة منها تلك التي اعتبرت الربيع العربي مؤامرة، نقول بأن قصور العرب على إدارة ملف الحريات ومنها حرية الإعلام بعد 2011 هو السبب في هذا الانفلات الوظيفي الذي يعيشه العالم العربي. ليس المنسوب العالي للحريات هو سبب الفوضى بل إن إدارة الحرية وتأطيرها وتفريغها في برامج لها صلة بالشأن العام من قبل النخب السياسية هو السبب. كلما وظفت حرية الإعلام لشأن حزبي أو قبلي أو طائفي سقطت في الدعاية والشخصنة وحادت عن المصلحة العامة، وأن أولى ضحاياها هم أولئك المتسببون في هذا الانزلاق. على العرب أن يعوا أن الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يستفيد منه الجميع بعد الربيع العربي، هو حرية التعبير وحرية الإعلام، وكل ما تبقى قابل للتفاوض.

إن استدعاء خطاب المؤامرة في توصيف حال العرب ما بعد 2011 لا يوفر تشخيصا علميا للظواهر التي صاحبته، بل تنازلا عن تفسيرها لحساب عوامل خارجية، وبحثا عن تبرئة الذات عن العجز. يعتبر غياب الاستقرار في دول الانتقال الديمقراطي تاريخيا وبالرجوع إلى الدراسات المقارنة من مميزات مراحل الانتقال الديمقراطي. إنها حالة من المد والجزر بين مخلفات منظومة الاستبداد القديمة وبين رغبة مواطنيه في الالتحام بمنظومة قيم جديدة من حريات وعدالة وتعددية، لا يمكن أن يكون الإعلام بمعزل عنها. ليس للربيع العربي ما يقدمه للعرب إلا بالقدر الذي يقدمه العرب للربيع العربي من برامج اجتماعية واقتصادية وثقافية تحررية وذلك لمغالبة الفقر والقضاء على الاستبداد والتخلف والذي حتما سيكون الإعلام التعددي وعاءها لا محالة".

وسعى المساهمون في هذا الكتاب وبعيداً عن خطاب المؤامرة وكل من مقاربته إلى مساءلة الماضي لتفسير الواقع وتوقع المستقبل ضمن صيرورة فكرية تقر بأن ثورة 2011 في تونس انتجت سياقاً وظيفياً جديداً للمؤسسة الإعلامية في قطيعة ظاهرة عما سبقها.

إن هذا المؤلف دعوة للمساهمة في مقاربة تحليلية تقييمية لزخم إعلامي واتصالي عربي جديد في تفاعله مع الشأن العام قل نظيره في تاريخ المنطقة العربية، فقد شهدت دول الربيع العربي انتخابات منذ 2011 وبروز مؤسسات إعلامية خاصة عمومية وجمعياتية وهو ما يشير إلى وجود تلاقح عميق بين المجال الإعلامي والمجال السياسي محدثا حالة من التمايز كما يذهب إلى ذلك بيير بورديو، ومؤشراً هاماً عن بداية نهاية الاستثناء العربي من فرضية دخول العرب عصر الديمقراطيات والحريات. لبلوغ كل هذا تدبر الكتاب مساءلة أهم تجليات العلاقة بين الإعلام وحراك الربيع العربي وخاصة السياق التاريخي للتراكم الثوري قبل جانفي 2011 وبعده وذلك من خلال مناقشة مسألة الإعلام العربي منذ بدايات دولة ما بعد الاستقلال إلى ثورات وانتفاضة كل دولة عربية وسياقات تشكلها.

كما أفرد المساهمون كل من جهته تحليلا لحالات عينية عن مسار العلاقة الشائكة بين الإعلام والانتقال الديمقراطي في أغلب الدول العربية.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.